ما يتجلى وجهه ماثلا

ما يتَجلَّى وجهُهُ ماثِلاً

للناسِ إِلا عَذلَ العاذِلا

يقتُلُني بالسُّقم ذو مُقلةٍ

صاحبُها أَولى بها قاتِلا

واعجَبي كيفَ يكونُ الضَّنى

في واحدٍ في آخر فاعِلا

يا طرفَ مَن أسهرَ طَرفي أضِف

شَيئاً إلى شَيءٍ يكُن كامِلا

أكحِل جُفوني بالكَرى مرةً

حتى تكونَ الأكحلَ الكاحِلا

وشادنٍ طافَ بمَشمولةٍ

وكاد يَجري مثلَها سائِلا

لا عِلم لي من أيِّ أعضائِه

آخذُها كي لا أُرى مائِلا

أُسقى عَلى السُّكر فَما أَفتَدي

من ولَعي شُدَّ معي ناهِلا

كأنَّه إذ قَوِيَت نَفسُهُ

يَرجو أبا طالِبٍ العامِلا

يَرجو رَجاءَ الناسِ مِن قَبلِه

مَن ذا يَسدُّ المَسلكَ السابِلا

ما تركَت شُهرتُه والنَّدى

عَنه وَلا عن مالِه سائِلا

فكلُّ من أحسبُه سامِعاً

ما قُلتُه أحسبُهُ قائِلا

كم سبقَت أنملُهُ فِكرَه

كأنَّ فيها خاطِراً جائِلا

فليسَ يكسو وَرقاً عارِياً

إلا تَحلَّى كلماً عاطِلا

ونائباتٍ كنتُ من قَبلِها

أحسِبُ تَقريبَكَ لي نائِلا

وكنتَ كالحاصِل عِندي ومَن

لم يتَكسَّب أنفقَ الحاصِلا