متى صارت الجرد المذاكي سفائنا

مَتى صارَت الجُردُ المَذاكي سَفائِنا

لِما شِئتَ من برٍّ وبَحرٍ ضَوامِنا

ومِن ثقةِ الرُّومي بالماءِ مَركباً

يَفوتُ عَليه الخيلَ وافاكَ آمِنا

أعدَّ وجاءَتكَ الرِّياحُ تسُوقُه

يعدُّ إلى المَوتِ القُرى والمَدائِنا

وقد كانَت الأخبارُ عنكَ تَناصَرت

فما بالُها لم تُغنِه أن يُعايِنا

فأوهَمكُم كرّاً وفرّاً وإنَّه

ليُحجِمُ مرعُوباً ويُقدِمُ حائِنا

وكانَ أخوكَ البَحرُ أولَى بقَذفه

إليكَ وإن أمسَى إلى البَحرِ ساكِنا

فللَّهِ مَوثُوقاً به كانَ لَو وَفَى

ذَميماً ومَحموداً إذا كانَ خائِنا

صَبرتَ لِلَفحِ النَّارِ حتَّى تَركتَها

لأرواحِهم قبلَ الجسُومِ مَساكِنا

وكلّ طَويلِ السَّاعِدَين تَظنُّهُ

إذا قامَ يَوماً للعِناقِ مُطاعِنا

إذا الوفَويُّونَ استَقامَ فَريدُهم

أمامَهُمُ أصبحتَ لِلنَّصرِ ضامِنا