مزيدي أسى ما عندكم أنه يسلي

مُزيدي أَسىً ما عندكم أنَّه يُسلي

فجورُوا فلا بالجَورِ أسلُو ولا العَدلِ

ولا هُو قَلبي يومَ لا يَنتَهي به

وِصالٌ إلى شُغلٍ وهَجرٌ إلى خَتلِ

بعَذلٍ عَصاهُ أو بوَجدٍ أطاعَه

بأيّهما أوجبتَها في الهوى قَتلي

وكَم ناظرٍ أجفانُه جنس صارمٍ

غَنيٍّ على طولِ الضِّرابِ عن الصَّقلِ

لَه الفَصلُ في سفكِ الدماءِ لما يَرى

وعَيني لَها من دونِه أثرُ الفِعلِ

وزَهرةِ خدٍّ ما سقَتها دُموعُه

كذلكَ أذكى الزَّهرِ يَنبتُ في المَحلِ

وليس سوادَ الصُّدغ في الخدِّ تارِكاً

سوادَ قلوبِ العاشقينَ بِلا شُغلِ

إِذا خلتُه أبدَى لي العُذر في الهَوى

أبى خُلقُه إِلا المُقامَ على عَذلي

ذرِ الحبَّ يودي ما يَشاءُ بِمُهجَتي

فمسكنُه يَهوي وملبَسُه يُبلي

وتلكَ التي أمسَى يُنازِعُك الهَوى

عَليها فدَعها واضربِ الصعبَ بالسَّهلِ

فَما هَذهِ الأيامُ تاركةً لنا

إذا سمَحت بالعيشِ عَيشاً بِلا ذلِّ

تأمَّل بِعَينَي مُنصفٍ هَل تَرى لها

من الفَضلِ إلا ما رآه أَبو الفضلِ

أتاكَ حَديثي أنَّني بينَ مَعشَرٍ

أرَددُ فيهم بينَ رَدٍ إلى مَطلِ

كأنَّ الليالي يا أبا الفَضل ألزَمَت

أكارمَها تركَ التكرُّمِ من أجلي

وأجودُهُم من خَصَّ بالبَذلِ عرضَه

وما سائِرُ الأشياءِ تَصلحُ للبَذلِ