منيتها تفرق من عاذلي

مَنيتُها تفرق مِن عَاذِلي

أَن يَحملَ النُّصحَ إِلى قابِلِ

تُصغِي إِلَى بَعضِ أَقاويلِهِ

لا تفرَقي ما كُنتُ بِالفاعِلِ

إِنِّي بِكُم ذو ضِنَّةٍ فَاعجَبي

مِن ضِنَّةِ المَقتولِ بِالقاتِلِ

وَعاذِلي إِن قَالَ قَولاً فَقَد

ضَيَّعَه في والِهٍ ذاهِلِ

كَأَنَّما خَيل ما بِي لَهُ

أَن يَعرِفَ الحَق مِنَ الباطِلِ

أَلقَتكَ يا قَلبُ صُروفُ الهَوى

ما بَينَها في شُغلٍ شاغِلِ

تَشييعُكَ الرّاحلَ مِن مَنِّها

أَذىً وتَرحيبُكَ بِالنازِلِ

وَناعِبٍ بِالبَينِ مِن كَاعِبٍ

مخاطِبٍ عَن فَادِحٍ عَاجِلِ

يُفصِحُ لِي بِالقَولِ فِي بَينِها

لا مَرحَبا بِالقَولِ والقَائِلِ

مَن نَاصِري عِندَ صُروفِ الهَوى

فإنَّ صَبري عِندَها خاذِلِي

وَلَو غَدا يَحملُ فيها النَّدى

كانَ الحُسينُ ابنُ أَبي كامِلِ

تَحلُبُ كَفَّاهُ وَبالاً عَلَى

صُروفِها كَالعارِضِ الوَابِلِ

أَصبَحَ في الساحِلِ مِن جُودِهِ

وفَضلِه بَحراً بِلا ساحِلِ

إِن مَدَّ باعَ البأسِ في مَعركٍ

طالَ فأَغناهُ عَن الذابِلِ

أَو هَز مِن آرائِه صارِماً

أدنَى حلُولَ الأَجلِ الآجِلِ

أبا عَليٍّ شِيَمٌ وَصفُها

تَضعُفُ عَنه قُوَّةُ الحامِلِ

أشغَلتُ طولَ الدَّهرِ فِكري بِها

جَهدي ولَم أُصبِح علَى طائِلِ

مَناقِب أَمكَن مَن لَم يكُن

إِلى اختِزانِ المالِ بالمائِلِ

فمَن أرادَ المَجدَ والمجدُ لا

يملكُهُ إِلا يَدا باذِلِ

هَل العُلى إِلا ثناءٌ وهَل

تَسمعُ مَن يُثني عَلى باخِلِ