من كل جفن بين عيني بين

من كلِّ جَفنٍ بين عَيني بَين

وإنَّما تَسهرُ عَينٌ لِعَين

أيامُ هَجرٍ ولَيالي نَوىً

مُقَدَّراتٌ كلُّ حِينٍ لِحَين

وقَد ثَوى بَينَ الأسَى والجَوى

قَلبي فَما يَصنعُ ذا بَينَ ذَين

واتَّهمُوا عَينَكَ في سِحرِها

ولم تَزل عَيناكَ مَتهُومَتَين

إذا رَمَتني بِهما مُقلَتي

فمَن يَكونُ السَّاحِر المُقلَتَين

فَاسقِ كَما تَشرَبُ وَردِيَّةً

تُنقَلُ من كأسٍ إلى وَجنَتَين

كأنَّما إذ أصبَحَت فِيهما

مُخَضرَمٌ قد شَهِدَ الملَّتَين

في سَنةٍ لاحَت تباشِيرُها

فابتَكرَ الغَيثُ وجادَ الحُسَين

وأيُّ خُلفٍ بَينَنا بعدَ ما

وافقَ صَوبُ الغَيثِ صَوب اليَدَين

فلتَخلع الأيَّام عَنِّي فَكَم

أرفلُ في أثوابِ عُدمٍ وَدَين

حالانِ إن وقَّعت لي حالةً

فرُبَّ خَطٍّ دفع الخُطَّتَين

وراعَهم أن لم يَرَوا قَبلَها

يَراعَة في يَدِ ذي لِبدَتَين

مِن قَصَباتِ الخَطِّ فتَّاكَةٍ

في قَصَباتِ الخطِّ غَرسِ اليَدَين

كلُّ مكانٍ مِن نَداها نَدىً

عَمَّ فَما يُسألُ عَنهُ بِأَين