نجوت بالموت من وجدي ومن شجني

نَجوتَ بالموتِ من وَجدي ومن شَجَني

وبَرَّحَت بي همومٌ ليسَ تَبرَحُني

يا مَن بمَصرعِه أمسيتُ أحسُدُه

فَكَفَّ عَن حَسَدي من كانَ يَحسُدُني

لطالَ يومُكَ حتَّى أنَّه زَمنٌ

ونحنُ نَحسبُه يَوماً من الزَّمَنِ

يومٌ عَلَت زَفَراتي يا عليُّ به

واستحسنت عَبراتي يا أبا الحَسَنِ

والصَّبرُ أوَّلُ مَحزُونٍ عليكَ فهَل

شَيءٌ سِوَى الصَّبرِ يَثنِينِي عَن الحَزَنِ

يا أيُّها المَيتُ في الأكفانِ كَم كبدٍ

تركتَ صاحِبَها مَيتاً بلا كَفَنِ

خَلَّفتَ في ناظِري شَخصاً يُخيِّلُ لي

بَعدَ الرَّدَى أنَّ ما قد كانَ لم يَكُنِ

ما لِلمَنيَّةِ لَيسَت منكَ تُؤيِسُني

كأنَّها عادةٌ كانَت من الوَسَنِ

قَضى عَلى القاضِيَينِ الدَّهرُ فيكَ بما

أجراهُ من جورِه الماضِي على سَنَنِ

وهي المنُونُ فإن تَسبِق فَلا عَجبٌ

والناسُ مُرتَهنٌ في أثرِ مُرتَهَنِ