هواي الذي أبدي واضمره يحيى

هَوايَ الَّذي أبدي واضمُره يَحيى

وسُؤليَ في دارِ الخلودِ وفي الدُّنيا

وعَيني الَّتي أرعَى بِها مَن يَودُّني

وكفِّي الَّتي أَرمي الأَعادي بِها رَميا

أأصبر عن يَحيَى وأطوي وِصالَهُ

إذاً فَطَواني عَنه صَرفُ الرَّدى طَيَّا

كتَمتُ الهَوى جَهدي ونَفَّيتُ طاقَتي

وقد زادَ حَقٌّ ما أُطيقُ له نَفيا

يوَدُّ أُناسٌ لَو عَمِيتُ عن الصِّبا

إذاً فأراني اللَّهُ أعينَهم عُميا

فَما بالُهم لا قدَّسَ اللَّهُ بالَهُم

ولا حاطَ مَيتاً منهُمُ لا وَلا حَيَّا

يَلُومونَ في يَحيى ولو أنَّ لائِماً

رَأى وجهَهُ لاستَقبَح اللَّومَ واستَحيا

فيا مُنيَتي كم فيكَ عاصَيتُ عاذِلاً

أرَى غيِّهم رُشداً ورُشدهُم غَيَّا

وكَم جاءَني ما قالَهُ فيكَ كاشِحٌ

فزِدتُكَ حُبّاً كلَّما زادَني نَعيا

أأَسمَعُ فيكَ العَذلَ ممَّن يَلومُني

فَلا سَمِعَت أُذني إذاً بَعدهُم شَيَّا

فَما أحسَنَ الدُّنيا إِذا كُنتَ جانِبي

وإِن غِبتَ عَن عَيني فَما أقبح الدُّنيا