هو الحب يصنع ما يصنع

هُو الحبُّ يَصنعُ ما يَصنعُ

فهَل لكَ في سَلوةٍ مَطمَعُ

وما بخلَت مقلةٌ شاقَها

تجودُ عليكَ ولا تمنَعُ

وأحسنُ ما مَلكَت سقمَها

وأنتَ لذلكَ مُستَودَعُ

أوجدٌ عليهم ولا سَلوَةٌ

ولَومٌ عَليكَ ولا مسمَعُ

وسُقمٌ يُقامُ له في الأَنا

مِ من كلِّ ذي سقمٍ إصبَعُ

ومُستَمتِعٍ بالكَرى طرفُهُ

غلطتُ بِه اليومَ مُستَمتِعُ

لَه مِن سَوادِ قُلوب الرِّجا

لِ وأعيُنِها في الهَوى مَوضِعُ

فللخَمر من ريقهِ مَشرَبٌ

ولِلبدرِ مِن وجهِهِ مطلعُ

وكلٌّ وإن كرِهَ الحاسِدو

نَ منَّا لصاحِبه أطوَعُ

تفلَّلَ سيفُ النوى بَينَنا

لطولِ الضرابِ فَما يَقطَعُ

وإن رامَها ملكٌ قبلَهُ

سعَت لي إلى قَلبهِ تَشفَعُ

يَلجُّ المحبُّونَ في ذَمِّها

وإني بحبِّ الهَوى مولَعُ

أرحتُ القَوافي إلى مَدحِها

لما باتَ يَعشَقُها يوشَعُ

يحمِّلُها وُسعَ أَخلاقِه

وما لَم يُطق حمله أوسَعُ

فتىً وجَدَ الحمدَ سُبلاً لَه

فأَصبَحَ في نَهجِها يشرَعُ

يضيِّعُ ما حفِظَ الباخِلو

نَ ويَحفظُ للحمدِ ما ضَيَّعوا

ويُدركُ شأوَهُم واقِفاً

ويَهجَعُ من حيثُ لَم يَهجَعوا

وكيفَ تُزعزِعُه النائِبا

تُ وفي صَدرِه جَبلٌ أفرَعُ

وفي راحتَيهِ وفي مُقلَتي

وإن لَم يسَع ماءَها مشرَعُ

أبا فرجٍ والعُلى حرَّةٌ

وبالجودِ بينَ الوَرى تخدَعُ

هوَ الدَّهرُ وهيَ تصاريفُه

وما في سِواكَ لها مَدفَعُ

رأيتُكَ ذا شَغفٍ بالعُلى

وفي دونِ ما نلتَه مقنَعُ

إلى كَم تلامُ فَلا تَرعَوي

وحتَّامَ تُلحَى فَما تسمَعُ

ألَيسَ المفرَّقُ بينَ الوَرى

من المجدِ عندكَ مُستَجمَعُ