يا دهر لا مرحبا ولا أهلا

يا دَهرُ لا مَرحَباً ولا أَهلا
وحَبَّذا الأَوَّلُ الذي وَلَّى
يا لَيتَ باقيكُما استَمدَّ من ال
ماضي خِلالاً مَضَت أَو استَملا
أوليتَ أدناكُما إليَّ فدى ال
أَقصى جَزاءً بِبَعضِ ما أَولى
فَطالَما نالَني بنَيلِ أخي
فَضلٍ يَرى لي في أخذِه الفَضلا
أيَّةَ أَرضٍ حلَلتُ كنتُ بِها
مُستَعذَباً ما أقَمتُ مُستَحلى
إِذا عَزمتُ النُّهوضَ دافَعَني
زَعيمُها فاستَجرَّني مَطلا
أو شدَّ كفاً عليَّ يَمنعُني
وقوفُها أَن أشدَّ لي رَحلا
فأصبَحَ الناسُ لا سَبيلَ إِلى
أَن يوصَفوا لا نَدىً ولا بُخلا
ولَستُ أَدري ما يَفعَلونَ فَما
أقولُ والقَولُ يَتبَعُ الفِعلا
إِلا بَقايا مكارِمٍ وأراني ال
يَومَ أصبَحتُ بَينَها غفلا
طالَ اطِّراحي فَلا أَبو حَسَنٍ
يَسألُ عَنِّي ولا أَبو يَعلى
إِن كانَ هَذا شُغلاً فَلَن يَجِدا
أعودَ مني عليهِما شُغلا
هَل مِن بِناءٍ شِيدَت دَعائِمُه
طالَ بغيرِ الثَّناءِ واستَعلى
أَو يَتَمادى فقَد شَكرتُ وحم
مَلتُ ركاباً ورَكبها ثِقلا
شُكراً بَعثتُ المسافِرينَ بِه
إِلى المُقيمينَ كلَّهم رُسلا
حتَّى مَلأتُ البِلادَ مَشرقَها
فغَربَها فالحزونَ فالسَّهلا
فهَل جَميلٌ من بَعدِ ذلكُم
أموتُ في عُقرِ داركُم هَزلا
- Advertisement -