أراود نفسي

..

( أمّلتُ النفس زمنا بزيارة المدينة ..

فتوهّمتُ أنّي وصلتُ روضة السيّد الأمين صلّى الله عليه وسلم ، وأني أسلّم عليه ، وأقول :

( يارسولَ الله ، مخلَّفٌ رابعٌ في أمتك ..

إلا أنه يحبّ اللهَ ورسوله ) ..

أراودُ نفسي .. وليستْ تُجيـبْ

لِلُقيا حبيبي ، وأينَ الحبيبْ ؟!

أقولُ لهـا : إنَّ صبري انتهـى

وصدري وجيبٌ ، وقلبي نحيبْ

فقـالت : أراكَ تريـدُ الهـلاكَ

فدربُ المحبـّةِ دربٌ عجيبْ !

سكـونٌ وشوقُ .. وعِتقٌ و رِقُّ

به لو علمتَ الوليدُ يشيبْ !

إذا مـا رحلتَ تظـنُّ وصلتَ

وهل كلّ شيءٍ أردتَ قريـبْ ؟!

عجبتُ لهـا ! تشتكي أنّهـا

غريبةُ دربٍ .. وأني غريبْ

أيا نفـسُ : قلبي خبيرٌ بدربي

ففي الدرب نورٌ و خِصبٌ و طيبْ

وفيه جمالٌ .. وفيه جـلالٌ

وميدانُهُ للقلوب رحيبْ

و يا نفسُ طيبي بلُقيا حبيبي

وهل في الحياة كلُقيا الحبيبْ ؟!

فقلتُ وقالتْ .. وحرتُ وحارتْ

بظلِّ صراعٍ رهيبٍ .. رهيبْ

فأمسكتُ فأسي وحطّمتُ نفسي

وقلتُ : وصلتُ ديارَ الحبيبْ