أهدي إليك

..
( يا نفس :
أسمعتِ بمحبٍّ وصلته رسالة محبوبه ، فلم يقرأ حروفها كلَّها ؟!
فكيف تدَّعين حبَّه ، وأنت لم تحومي حول حروف الصحاح ، ولم تسكني بين السطور ؟!
بأيّ وجه تلقينَه ، تطمعين بشفاعة ، وتحلمين بشربة ماء ؟! ) ..
..
أُهدي إليكَ نشيداً رحتُ أخفيهِ
بين الدموع ، هناءاتُ الهوى فيهِ
أُهدي إليكَ فؤاداً راح يسكنهُ
عطرُ الحبيبِ ، فما أزكى مغانيهِ !
بين الصِّحاح تجوبُ الروحُ سائلةً
عنه الحروفَ ، وكم جلّتْ معانيهِ !
لو كنتُ أدري حديثَ الركب إذ رحلوا
نحو الحجاز هوىً ، لو كنتُ أدريهِ !
شدّوا الرحالَ وفي أرواحهم طربٌ
يحدو الجِمالَ ، فيطوي الدربَ حاديهِ
ساروا إليكَ وكان الشوقُ يحملهمْ
لكنّ شوقي أنا حارتْ أمانيهِ
ساروا إليكَ وراح القلبُ يسألهمْ
لو يعلمُ القلبُ أن الدّربَ يبغيهِ !
أوْ يعلمُ الركبُ أن الروحَ تَسبقهمْ
نحو الحبيبِ ، فهل حقاً تلاقيهِ !
روحي تطير وتهوي عند مسجدهِ
من أخبرَ الروحَ أن المصطفى فيهِ ؟!
…
- Advertisement -