أيا بشرى

إلى الأنصار ترتحلُ الحُمولُ

مهاجِرة ً ، وقائدُها الرسولُ

فيثربُ تنتشي السّعَفاتُ فيها

ومكةُ تشـتكي فيها الطّلولُ

أيَرحلُ بدرُها في الليل عنها ؟!

سَلوا التاريخَ عن هادٍ يقولُ

لصاحبه : ( أبا بكرٍ تصبّرْ

ولا تحزنْ ، فثالثُنا الجليلُ )

دليلُ الدّرب في البيداء يسري

مع المختارِ في دربٍ تطولُ

دليلَ الدرب : تدري ؟!.. لستَ تدري

بهذا الدربِ أيُّكما الدليلُ !

ألم تبصرْ ؟! .. له الآفاقُ ترنو

وبين يديهِ تَرتعشُ السبيلُ !

خُطى القَصواءِ في الصحراء تحكي

بُراقاً في سماواتٍ يجولُ

خُطى التاريخ قد تبعتْ خُطاها

ليبدأ بعدها عهدٌ جميلُ

همُ الأنصار .. قائلُهم يقولُ :

( أيا بُشرى ! لقد وصلَ الرسولُ )

همُ الأنصار .. إيثارٌ و حبٌ

وأحمدُ في قلوبهمُ نزيلُ

وحولَ محمدٍ حامتْ قلوبٌ

وطافتْ حول ناقتهِ الخيولُ

هو المختارُ ..في الأرواح يَحيا

ويحملُ حبَّه جيلٌ .. فجيلُ

فقد غُرسَتْ محبتُّه عميقاً

كما غُرستْ بطيْبتنا النخيلُ

تجلّى الحبُّ في الأرواح صمتاً

فشرحُ الحبِّ أمـرٌ مستحيلُ !