بقية المقالة

( إذا ترحّلتَ عن قومٍ وقد قدروا

ألّا تفارقَهم ، فالرّاحلونَ همُ )

..

كنت في سن الصبا ، غداة صحوتُ في ذكرى الهجرة ، لأكتب عن سيدنا الرسول ، مقالة كحّلها البدء بهذا البيت الجميل ! .

لكنّ المقالة ضاعت مني ، فيما ضاع من أيامي الغابرة ..

ولم يبق منها غير بيت أبي الطيب ، في ضيافة الذاكرة ! .

لكنْ لكل كحلٍ بقية !..

ففي تلك السن ، لم أكن أعي أن الهجرة في الأرض ، قد تلت المعراج في السماء !..

وأن البراق قد سبق القصواء !..

وأننا سنتعلّم من الحبيب الأعظم ، صلّى الله عليه وسلم ، كيف نسافر في كافة المحاور ؟ ..

وكيف نجوب دروب الكون ؟ ..

وكيف نرحلُ في شرايين الحياة ، لنبلغ آفاق الجمال ، وأعماق الخير ، ونواصي الإنجاز ..

ولنجسّ بسن القلم نبض الحضارة ..

فقد صارت الهجرة للتاريخ بداية ، وللإنسان منارة ..

بلى ، قد فقدتُ أوراق المقالة ..

ولكني وجدتُ في بقيتها نفحاتٍ من أشذاء الرسالة ..