سنة التمطر

هطل المطر ..

فأحيا التربة ..

وأطرب روحي بألحانه العذبة ..

ناديت أهلي :

( قوموا نتمطّر ..

قوموا نتعرّض ولو لقطرات ، فإنها نفحات وبركات ..

قوموا اشهدوا رحمة الله ، كيف تغشانا رغم الذنوب ) ..

..

والتمطُّر سنة نبوية مباركة ، ربما غفِلنا عنها ..

وتعني التعرّضَ للمطر ، خاصة عند المطرة الأولى ..

قال سيدنا أنس :

( أصابنا مطر ، فحسرَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ثوبَه حتى أصابه من المطر .

فقلنا : يا رسولَ الله :

لم صنعتَ هذا ؟

فقال :

لأنه حديثُ عهدٍ بربه تعالى ) ..

..

و إني ألمح في هذا التمطُّر حباً نبوياً ، يتقرّب فيه النبي الأمين عليه الصلاة والسلام ، إلى الله الودود ، بالتعرّض لبركة المطر القادم لتوّه من عند رحمة الله تعالى ..

كما ألمح فيه تعرّضاً للخير ، وانسجاماً مع رواء الحياة ، وجمال الكون ..

وخير من يطبق سنة التمطر في كل زمان ومكان ، هم الأطفال ..

ولا عجب ، فهم كما قال الرافعي :

( على خلاف مع الناس ، لأنهم على وفاق مع الطبيعة ) !..

..

اللهم

إن أرضنا ظمأى إلى مطر السماء .

وإنا ظماء إلى رحمتك ..

وظماء إلى بركتك ومغفرتك ..

فتجاوز عنا يا ربنا ،

وأسعدنا بطاعتك ،

وفرج عنا الكرب و البلاء والغلاء ..

لا إله إلا أنت ..

( روى حديث التمطر الإمامان : أحمد ومسلم ) .