لا تكابر

( أيّتها الطيورُ المهاجرة :

ستضعين بيضَك في غير عشّك ..

وستتربى فراخُك تحت أجنحةِ الكواسر ..

التي غطّت مخالبَها بقفاز من حرير ..

و ستَندمين ..

و لو بعد حين ) ..

لا تكابِرْ

إنّ في جنبيْكَ آلافَ المشاعرْ

لمْ تزلْ تسري

حين قرّرتَ تهاجرْ

لم تكنْ تدري

أنَّ حبّ الأرض يجري

في الحنايا

مثلَ حُسنٍ في المرايا

مثلَ دمعٍ في المَحاجِرْ

لا تكابرْ

إنّها إحدى الخطايا

لا تكابرْ

حين قرّرتَ تسافرْ

قاطعاً شتّى المعابرْ

نحو جنّاتِ ” الأكابرْ “

سوف تشقى بالحنينْ

للهوى الماضي الدّفينْ

لا تكابرْ

لن ترى فيها السّكَنْ

سوف تبقى الروحُ ملقاةً على أرضِ الوطنْ

سوف تشقى

يا طريدَ الحُسن شوقا

إنّ في القلب لهيبَهْ

لا تكابرْ

أنت خبّأتَ قليلاً

مِن تراب الأرض في جوْف الحقيبةْ

لا تكابرْ

سوف تأسى

هل ستَنسى ؟!

هل تُرى تُنسى الحبيبةْ ؟!