هذا رسول الله

عن أبي رِمْثة التميمي ، رضي اللهُ عنه ، قال :

( انطلقتُ مع أبي إلى المدينة .

فلما رأيتُ رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، قال لي أبي :

” هل تدري مَنْ هذا ؟! “..

قلت : لا .

فقال :

( هذا رسولُ الله ) ..

فاقْشعرَرْتُ حين قال ذلك !

وكنتُ أظنّ رسولَ الله شيئاً لا يُشبه الناس ! ..

فسلّم عليه أبي ، ثم جلسنا فتحدّثْنا ساعة ..

ثم إنّ رسولَ الله ، صلّى الله عليه وسلم ، قال لأبي :

( ابنُك هذا ؟! ) .

قال : ” إِي .. وربّ الكعبة ” .

فتبسّم رسولُ الله ، صَلَّى الله عليه وسلم ضاحكًا ، مِنْ شبَهي بأبي ، ومِن حلفِ أبي ) ..

( إذا ما امتطيْنا العيسَ نحوكَ لمْ نخَفْ

عِثاراً ، ولمْ نَخشَ اللَّتيَّ و لا التي )

رحلة مبارَكة ، حفّتها الملائكة ، و حُقَّ لأبي رِمْثة أن يقشعرّ في نهايتها !

وكيف لا ؟!

وقد بُهر برؤية الحبيب الأعظم ، صلى الله عليه وسلم ..

كان يتخيّله فوق البشر !..

ولقد سأل سيدُنا عمر التابعيَّ أوْيساً القرني :

( كيف تتصوّر النبيّ يا أويس ؟ )

قال: ( أتصوّره نوراً يملأ الأفُق ) .

و حُقّ لأويس .. وحُق لأبي رمثة .. أن يتصوره نوراً يملأ الآفاق ..

لقد منّ الله تعالى على أبي رمثة وأبيه ، برؤية السيّد الأمين ، وبالجلوس ساعةً بين يديه ..

فتبسّط معهما ، وتبسّمَ ضاحكاً لهما ..

وتلألأ النور من ثغره الكريم ..

فعمّ المكان ..

وعمّ الزمان ..

( إذا نحنُ أدلجنا وأنتَ إمامنا

كفى بالمَطايا طيبُ ذِكركَ حاديا

وإنْ نحن أضْللنا الطريقَ ولم نجِدْ

دليلاً ، كفانا نور وجهكَ هاديا )