يا الله

ست سنوات مرّت على ذلك اليوم الغريب !

كان يوماً فرْداً في حياتي ..

إذ كانت تجربتي الأولى في الخضوع للتخدير ..

ولما غبت عن الوعي ، استيقظت الروح !..

وهوَّمت محلّقةً فوق ثقلة الجسد ..

فرأيت الاسمَ المفرَد ..

( الله ) ..

قرأتُ الاسم الأعلى ، قراءةً تجاوزت حدودَ اللغة والزمان والمكان ..

وأَعجمت مني البيان !

رحتُ أهتف في أعماقي :

( الله .. الله ) ..

تجاوز الهتاف مسمعَ روحي إلى أذن ابني أحمد ..

كان واقفاً يشهد ..

ممسكاً بالجسد المستسلم إلى مولاه ..

لما بدأت أصحو ، أو أعودُ من صحوتي ! تلقيت خبر زمِّ النياق ، وإعلان بَدء الرحيل .

وفي لحظة الحقيقة ، سمعت نشيد الحادي إلى ديار الخلود ..

وقع خبرُ الداء على قلبي برداً وسلاما ، وتسليماً ورضاء ..

لم يكن الصبر وحده حاضراً عند الصدمة الأولى ..

بل كان الصبر والشكر والرضا .

و كلها بحارٌ من نعيم ، قد أتقنتْ سفينةُ قلبي العوم فيها ..

كان الدعاء أول دواء اقتنيته من صيدلية السماء ..

وما تزال روحي تتقلب في النعيم ، بين الصبر الراضي والشكر الهاني ..

فلك الحمد يا مَن بيدك وحدَك نواصي العباد ، ومقاليد السماوات والأرض ..

ويا ربنا الودود

عافيتك أوسع لنا ، فلا تحرمنا من العافية في الدنيا ..

ومن العفو يوم لقائك يا الله ..