أسالم من صرف الهوى من أسالم

أُسالِم من صرف الهوى من أسالِمُ

أمِ الناس ما فيهم من الوجد سالمُ

دعاني الهوى قدماً فلبَّيتُ مسرعاً

إليه وفودي أسودُ اللون فاحمُ

فأُبتُ وشيبي قد تالق برقه

وعُدتُ ورأسي كالثغامة ثاغم

وبرق سحاب الوصل أصبح خُلّبا

وأمسى جهاماً ذلك المتراكمُ

ولم أحظَ من ليلي بمطلٍ وليته

يكون وإن قيل المماطِل ظالمُ

خلعت عذاري حيث قُيّد في الهوى

وأطلقت عُذري لِلّذي هو لائمُ

ولستُ بشاكٍ حرقتي وتولّهي

وهل تنفع الشكوى ووجدي ملازمُ

وهل تنفع الشكوى وقلبي واجبٌ

غراماً ولبّي للصبابة واجم

وجسمي ضئيل ولم تُقِمه دعائمٌ

وهل للخوي الذاتيّ تجدي الدعائمُ

غرامي فوق الواصفين غرامهم

وإن بثَّ قوّالٌ وأسهب ناظمُ

لي اللَه فكري عن هداي لجامح

لي اللَه قلبي من هواي لحاجم

لي اللَه فكري بالحبيب لغانم

وإنسان عيني بالدموع لعائمُ

فمن ذا معيني والحبيب مقاطعي

ودهري طوى كشحاً على الغدر عازمُ

وقومي غدَوا إلباً على الدهر فانبرت

طلائعهم تترى عليّ تقاومٌ

وأبدت عليّ النافقاء ضِبابها

وصرّح كلٌّ بالذي هو كاتمُ

وإني وإن أصبحت فرداً لباسلٌ

شجاع على تلك المكائد باسمُ

أُعِدُّ بجمع عند مشتبك القنا

وأنثر جمعاً إذ تهيج الملاحمُ

سأهجر داري للهوانِ وإن تكن

بها سابقاً نيطت عليّ التمائمُ

ولا ذنب عندي غير أني عاملٌ

ولا فيّ عيبٌ غير أني عالمٌ

فصيح بليغ ينثر الدر نظمه

فيا عجباً من ناثرٍ وهو ناظمُ

فبي خُتِمت رُسل الفصاحة وانتهت

كما خُتِمت بابن النبيّ المكارمُ

أبي السعد والفخر الهمام الذي له

على النجم للفضل الجمسيم علائمُ

هو الكوكب الدُّريّ نور زجاجة ال

نبيّ الذي تاهت بعلياه هاشمُ

له نسب سامٍ على النجم شامخ

وليس لعلياه رفيع يناجمُ

وكيف ومن أكمامه عَبَق العبا

يفوح وفي محرابه الدين قائم

لقد شنَّف الأسماع درُّ حديثه

وشمّت فتيت المسك منه الخياشم

من اللائي بيت الوحي غبَّ دثوره

بهم عُمِّرت أركانه والدعائم

همُ العترة اللائي بهم نفخر العبا

وقد أنتجتهم من كرامٍ كرائم

كريمٌ لمن ضاقت به الحال نافع

شجاع لمن أزرى به الدهر عاصم

أريب له تدبير كل ملمّةٍ

إذا نزلت حُزّت عليها الغلاصم

يدبّر آتي الخطب حتى كأنه

بكل الذي ينكا به الدهر عالم

له الرأي أمضى من سيوف شباتها

يُقدُّ بها الصوّان وهي صوارم

ولو قيل علم فهو نعمان بحثه

ولو قيل جودٌ فهو لا شك حاتم

كريم السجايا من سلالة حيدر

جزيل العطايا جوده متلاطمُ

تنزّه عن كل المثالب فاستوت

على صهوات الحسن منه المكارمُ

هو العالم النحرير والعلم الذي

عليه ترامى الطالبون الحوائمُ

تآليفه نور تضيء على الورى

تقاريره تُهدى بهنّ العوالمُ

فيا ابن الكرام السابقين إلى العُلى

ويا سيّد الباقين والكل عالمُ

لك العذر في مدحي فإني مقصّرٌ

ولم آتِ بالأولى بما أنا ناظمُ

فإنّ خصال المدح فيكم عزيزة

ولم يُحصِ عُشر العُشر منهن ناظمُ

وقصدي مكافأة لبعض جميلكم

علينا فأنتم حصننا والعواصمُ

وأنتم لنا جارٌ من الدهر إن سطا

وصُبّت علينا الموبقات العظائمُ

وبعد أبينا كنتم خير قائم

بأعبائنا والقوم كلٌّ مقاومُ

ولا سيما والآن إنّا لمنكم

ولاء كما سلمان والى أباكم

فكونوا لنا آل السُّويَديّ جُنّةً

بكم ندرأ الأخطار حيث تصادمُ

فلا زلتم للناس حِرزاً من الردى

تُدِرّ عليكم نوءهُنَّ النعائم