في لج كنهك يغرق الغواص

في لجّ كُنهك يغرق الغوّاص

وبفجّ وصفك كم تتيه خواصُ

فإذا تلألأ نورك البصّاص

شخصت لطلعة وجهك الأشخاص

وتراقصت بطيورها الأقفاص

سُبل السلوك إلى لقائك مُهِّدت

ومنصّة الغاني لديك توطّدت

فسمت خواصٌ في حضيضك إذ هدَت

وعمَت عوامٌ في طريقك فاهتدت

بك فانثنت فغدت عليك خواصُ

فنأيتَ عن دانٍ سواك بقلبه

ودنوت من ناءٍ نحاك بحبّه

يا معدناً زكت النفوس بقربه

يا جوهر البحر الذي غرقت به

قومٌ وفاز بنَيله الغوّاصُ

هلك الذين على سواك مدارُهم

ونجا الأولاء إلى رضاك قرارهم

يا مُسعِداً نفراً صفَت أسرارهم

أشقَيت قوماً فالرياء شعارهم

وشعار من أسعدته الإخلاص

قطرَت على الإنبيق أجفاني رما

إذ شَدُّ وصلِك في رضامك تحكَّما

فحديد من ترضى لجَينٌ قد سما

ورصاص من أحببته ذهبٌ كما

ذهبُ الذي لم ترضَ عنه رصاص