ما بال شجوك ظاهر لم تخفه

ما بال شجوك ظاهرٌ لم تخفِه

أعليك حق مطالب لم توفِهِ

أم قد صبوت إلى ربي وادي الظبا

فتلا الغرام عليك آيةَ حتفه

أم قد ذكرت غزال ذيّاك الحمى

بشهود ظبي الواديين وخشفه

فالشيء معهودٌ برؤية مثله

شكلاً ومذكورٌ بنظرة إلفه

يا صاحبيَّ بلى تذكَّرتُ الحمى

فأثار من وجدي الذي لم أُخفه

وأهاج أحزاني تألُّق بارقٍ

قد لاح من نحو الحمى بل حرفه

طوراً كأنفاسي يدوم وتارة

يبدو فيخفيه الغمام بسجفه

والريح تذكيه بما قد حمِّلت

مني ويطفيه السحاب بوكفه

وبمهجتي ظبي يصيد بجيده ال

آساد فضلاً عن كنانة طرفه

وبي الذي يُغنيه ذابلُ قدِّه

عن رمحه ولحاظُه عن سيفه

قد فاق بدرَ التِّمِّ في تدويره

فتأنَّ بالإشراق ليلة نصفه

غصنٌ تؤوِّده رياح دلاله

تيهاً وتثبته رزانة ردفه

جسدٌ من الجريال قوِّم شكله

لكنّما الوصّاف حار بوصفه

هو كيمياء الحسن إكسير البها

كنزُ الملاحة في الجمال ولطفه

ملك القلوب بمشرفيِّ لحاظه

فشهوده في وجنتيه وكفِّه

وكأن مغناطيس قلبي ذاتُه

تقضي عليه بجذبِه وبجذفه

قد فرَّ قلبي نحوه ولقد غدا

ما بين لبَّتِه وملعب شنفه

لا والذي أولاه صعب مقادتي

وأذلّ عزمي باللّحاظ وعطفه

ما خُلتُ عن سَنَن المحبة كارهاً

مضضَ الجفاء بظُلمه وبحيفه

كلا ولا خطرُ السلوذِ بخاطرٍ

هو حاضرٌ تمثاله في جوفه

كيف السلوُّ ومهجتي مطروحة

رهن المقلِّ على مواطئ خصفه

لو أشرب السلوان لم أسلُ ولو

أدخلت قلبي دجلةً لم تطفه

في حسن يوسف قد تجلّى باهرا

وبحزن يعقوب غدوتُ وضعفه

فمن البشير بعَوده وإيابه

نحوي ومن يأتي الكئيب بشفِّه

يا بدرُ إن شطّ المزار ولم تطق

وصلاً فزرني في المنام وطيفه

ما هكذا دَدَنُ الظباء العين بل

ما هكذا صنعُ الأليف بإلفه

فلقد حفتَ وما أظنُّك مازحاً

حين اصطحابي بالرضاب ورشفه

أن لا تميل إلى الوشاة وقولهم

والحرُّ أولى أن يبُرَّ بحلفه

فارحم فديتك حرقتي وتولّهي

واعطف فقد فنِيَ الفؤاد بسوفه

فلقد أطعتُ هواك منقاداً له

وعصيتُ ما جاء العذول بعسفه

ورأيتُ كل الراي رفض عواذلي

والناس بين مُصوِّبٍ ومسفِّه