يا عين نلت المنى فاستبشري وسلي

يا عين نلت المنى فاستبشري وسلي

هذا الحبيب وهذا سيد الرسل

هذا الرسول الذي كانت رسالته

مقرونة باسمه في سابق الأزل

هذا الذي قبل بعثٍ كان مشتهراً

بصيغة الصدقِ في قولٍ وفي عمل

هذا الذي دُعي المأمون من صغرٍ

إذ كان لا زال منحازاً عن الزلل

هذا الذي كان من نور تنقّله ال

أصلاب من رجلٍ زاكٍ إلى رجل

هذا الذي أخبر الكهّان من قدم

عنه وأنبأت التوراة في الأُول

هذا الذي صدع الديوان مولده

ونار فارس أطفأها على عجل

هذا الذي نكس الأصنام مولده

وكل مَلكٍ رُمي بالذلّ والخَبَل

هذا الذي شقّ عن صدرٍ له كرماً

وقد ملي من بحار العلم أيّ حلي

هذا الذي كان يُستسقى الغمام به

إذا تفاقم جيش الجدب والمَحَل

هذا الرسول الذي كانت تظلّله

غمامة من هجير الشمس لم تزل

هذا الذي كان محجوباً بغار حِرا

عن الورى يعبد الرحمن في وجل

هذا الذي جاءه جبريل فيه لدى

بداية الوحي باقرأ باسمه الأزلي

هذا الذي قد أتاه الروح ينبئه

أنهُ الرسولُ وأنهُ خاتم الرسل

هذا الذي جاء بالقرآن معجزة

ما بين أظهر أقوام ذوي جدل

هذا الذي نطق الضّبُّ الصموت له

مثل الغزالة والسرحان والحمَل

هذا الذي سبّحت في كفّه جُملٌ

من الحصى واعتراها خفّة الجذل

هذا الذي لان صخر تحت أخمصه

حقاً وحنّ إليه الجذع من نَخَل

هذا الذي قد أتت تسعى بلا قدم

إليه أشجار ذاك الربع والطلل

هذا الذي درّ ضرع الشاة بعد جفا

فِهِ له لبنأ أحلى من العسل

هذا الذي ردّ عيناً بعدما ذهبت

وقد شفى ريقُه عين الإمام علي

هذا الذي سال سيحاً من أصابعه

ماء كنهرٍ جرى في السهل والجبل

هذا الذي رحمة للعالمين أتى

دنياً وأخرى أمِنّا فيه من نكَل

هذا الشفيع الذي ترجى شفاعته

فينا لكل مهولٍ كان من زلل

هذا الهُدى كلُّه هذا البشير لنا

هذا النذير من العصيان في العمل

هذا الرؤوف بنا هذا الرفيق بنا

هذا الودود لنا مذ كان لم يزل

هذا الذي ما له ظِلٌّ يبين وهل

لخالص النور من ظل ومن مثل

هذا الذي كان طُهراً مذ ولادته

عن كل منقصة في العالمين خلي

هذا الذي انتصف البدر المنير له

فانشقّ منفعلاً نصفين من خجل

هذا الذي بالصبا والرعب نصرته

وبالملائكِ والإسلام والقَبَل

هذا الشجاع الذي ما ذلّ قط ولم

يهب لدى الحرب من سيفٍ ومن أسل

هذا الذي أظهر الإسلام منفرداً

حتى عدا غُرّةً في الأعصُرِ الأوَل

هذا الذي دلّ طود المشركين فلن

يبينَ مستنجد باللات والهُبَل

هذا الذي يوم بدرٍ فلّ جمعَهم

بقبضة التربِ لا بالخيل والرَجَل

هذا الذي ردع الكفار كلهم

من كلّ قسوَرَةٍ ذي لبدةٍ بطل

هذا قريشٌ له لانت وشدّتها

قبلاً تقاوم صعب الصخر في القلل

هذا أبو الحوض نُسقى من جوانبه

ماءً فراتاً فلم نظمأ إلى أجلِ

هذا رضا اللَه خير الرسل كلهم

والجوهر الفرد في افضاله الجزل

هذا الذي لم يدَع للرسل مكرمة

إلا وقد حازها حاشاه عن مثل

هذا الذي أمَّ كل الأنبياء لدى

عروجه فاقتدوا بالكامل الرجل

هذا الرسول الذي آياته ظهرت

كالشمس في هامة الجوزاء والحمل

هذا الذي خرق السَّبع الطِباق على

متن البُراق وكل الحُجب عنه جُلي

هذا الذي زُجّ في نور فكلّمه ال

رحمن من غير خوف ولا وجل

هذا الذي ربُّنا صلى عليه ومن

صلّى الإله عليه سيد الرسل

فيا رسول الهدى يوماً تطاير في

ه الصحف أرجوك عند اللَه تشفع لي

صلى عليك إله العرش ما طلعت

شمسٌ مدى الدهر موصولاً إلى الأزل

كذا على الآل والأصحاب قاطبة

والتابعين لهم في صالح العمل