وماذا لو تمادى

تمادى, وماذا لو تمادى وأسرف

وأوغل في هدم البيوت وجرّفا ؟

تمادى, وماذا لو تمادى مكابر

وحطّم أقصانا الحبيب وأتلفا ؟

وشرّد آلافاً من القدس جهرةً

وجمّع أشتات البغاةِ وألّفا؟

وأسكن شُذّاذ اليهود ديارن

وساق إلى الأقصى الجنود وكثّفا ؟

وماذا لو استعدى علينا لصوصه

ولاحق أبناء الهدى وتخطّفا ؟

وماذا لو استاق النساء أمامه

وبالغ في ترويعهنّ وعنّفا ؟

وماذا لو اغتال الرجال بغدره

وموسادِه الباغي علينا وأسرفا ؟

تمادى, وماذا لو أقام كيانه

على جثث الموتى الكرام وأرجفا ؟

وحطّم أحلام الصفاء ولم يدع

لهم حُلُماً عذباً إذا طار رفرفا ؟

تمادى عدوّ الله في القدس وانتهى

إلى آخر المشوار فيه وطوّفا

تمادى وما زالت وساوس أمتي

تُريها عَصَا المحتلِّ غصناً مُهَفْهَفَا

وتبني لها فوق السراب حصونه

وفوق غبار الريح سُوقاً ومَصِرفا

كأنّ عــدوّ الله ما جرّ ثوبه

على أرضها كِبراً وجــــــــار وعنّفا

وغيـرّ آثـاراً وأخفـى معالم

وزوّر تاريخ البلاد وحـرّفا

تمادى عدوّ الله يا أمّة الهدى

وأعطاكِ آلافَ الوعود وأخْلَفَا

فكيف تركتِ السّيف يَعْلك غِمده

وصيّرتِه عند الخنوع ” مُوظفّا ؟

وكيف غدا بالكذب قولكِ مفعم

وعقلك بالأوهام أضحى مغلّفا

ستبقين إن لم تطرُدي الوهم كالذي

تعثّر في حبل الهوى وتخلّفا

وما قيمة الإنسان في الأرض, إن غد

لساناً بلا صدقٍ وقَلْبَاً مُجَوَّفا ؟؟