يا أيها القديس يحمل صمته

هذا أ وانُكَ لا أ واني وَرِهانُ مَجدِكَ لا رِهاني

وَصَداكَ أنتَ الماليءُ الـ دُنيا.. فَما جَدوى بَياني؟

مَرماكَ أ وسَعُ مِن يَدي وَثَراكَ أبلَغُ مِن لِساني

وَسناكَ أبعَدُ في المرو ءَ ةِ أن أراهُ ، وأن يَراني

وحضورُكَ الباقي ، وكُلُّ حضورِ مَن وَلَدوكَ فاني!

يا مَن لَهُ كلُّ المَكان وليسَ يَملِكُ مِن مَكان ِ!

هذا أ وانُكَ لا أواني وَدِنانُ عُرسِكَ لا دِناني

فَإذا أتَيتُكَ زائِرا ًفاعذ ُرْ رَفيفَ هَوىً دَعاني

في كلِّ عام ٍ يَشرَئِبُّ دَمي إليكَ أبا سِنان ِ

لي مِهرَجانٌ فيكَ يَبدأ ُ قَبلَ بَدءِ المِهرَجان ِ!

وَيَهيبُ بي مَرقاكَ أصـ عَدُهُ ، فَيَعثرُ بي عِناني

مَبهورَة ً أنفاسُهُ ما بينَ زَهوٍ وافتِتان ِ

106

يا أيُّها القِدِّ يسُ يَحمِلُ صَمتَهُ حَملَ الأذان ِ!

وَتَدورُعُمقَ الكون ِأنجُمُهُ .. وتَحسَبُها دَواني!

وأقولُ قد ألقاكَ ..قَد يَرضى زَمانُكَ عن زَماني

فأراكَ .. ألمَحُ مُقلَتَيكَ على كتابِكَ تَحلمان ِ

وأرى لِجِسمِكَ وهوَ مثلُ الطَّيفِ يَعبُرُ في ثَواني

فَأ ُحِسُّ كلَّ مروءَ ةِ الـ دُّنيا تُغَلغِلُ في كياني

وأ ُحِسُّ ضَوءَ كَ وهوَ يَملَؤني ، ويَمسَحُ مِن دُخاني

وَيُعيدُ لي صَفوي .. وَيَمنَحُني شَجاعَة َأن أ ُعاني!

عُذرَ اليَراع ِ أبا سِنان ٍ إنْ تَلَجلَجَ في بَناني

أنا كُلَّما لامَستُ عا لَمَكَ الوَديعَ بِعُنفُواني

أحسَستُ أنَّ عَليَّ أنْ أ ُغضي،وأخلَعَ صَولجاني!

فَأنا أمامَ سَنىً كأنَّ اللهَ شاءَ بِهِ امتِحاني

107

وأمامَ خُلْق ٍ ما رأيـ تُ لَهُ بهذي الأرض ِثاني

يا أنبَلَ الدُّ نيا ، وأحلَمَها.. وَيا ثَبْتَ الجَنان ِ

إنِّي رأيتُكَ والحتوفُ مِنَ السِّنان ِإلى السِّنان ِ جَمَّا ً هُدوؤكَ والفُحولُ يَؤودُها جَذبُ العِران ِ!

في قَلبِ عاصِفَةٍ وأنتَ على شُحوبِكَ كاليَماني!

مُتَفَرِّدا ً ، عالي الجَبين مُساهِرا ً كالدَّيدُبان ِ

تُحصي مَواضِعَ أصدِقائِكَ بالدَّ قائِق ِ والثَّواني

مِن أيِّ مائِكَ ، وهوَ ثَرٌّ أستَزيدُ أبا سِنان ِ؟

سَأنِثُّ قافيَتي .. عَساني فيكَ أطمُشُها عَساني!

فأقولُ جئتُ مُحاولا ً أكسُوهُ..ها هوَ قد كَساني!

قالوا .. وأنتَ تَموتُ كا نَتْ مُقلَتاكَ تُرَفرِفان ِ

كَحَمامَتَين ِغَريقَتَين ِ عن العِمارَة ِ تَبحَثان ِ!

وَبَقِيتَ حتى آخِرِ الأ نفاس ِ تَلهَجُ في حَنان ِ

108

لو نَسمَة ٌ هَبَّتْ بِ { قَلعَةِ صالِح ٍ } لكَ بالأمان ِ!

لَو نَهرُها ناداكَ آ خِرَ مَرَّة ٍ.. والشَّاطِئان ِ

لَو طَوَّقاكَ فَنِمتَ في حُضنَيْهِما والفَجرُ داني!

فَتَرى إلى شَمس ِالعِراق ِ وَمُقلَتاكَ تُحَدِّ ران ِ!

مَشبوبَة ٌهيَ في المياهِ وأنتَ مَشبوبُ المَحاني!

عُذرَ اليَراع ِ أبا سِنان ٍ إنْ بَرَيتُ ، وإنْ بَراني

أنا في رِحابِكَ والعُيو نُ جَميعُهُنَّ لَنا رَواني

شَمسان ِ مَندائيَّتان ِ بِكلِّ حُبِّ تُشرِقان ِ!

تَهَبان ِلِلبَشَرِ الغَضارَة َ، والمَحَبَّة َ، والأماني

وَبِكُلِّ ما يُغني الهَوى جَرَيانَ دَجلة َ تَجريان ِ!

فَبِأيِّ آلاءِ ا لَّذي أعطَيتُماهُ يُكَذ ِّبان ِ؟!

أطمشها : كلمة مندائية معناها { أ ُعَمِّدُها }.

قلعة صالح : قضاء من أقضية ميسان ولد فيه عبدالجبار عبدالله، وعاش طفولته وصباه .