لأنك في البال

لأنكِ في البال دوماً … و لا ترحلينْ.

دماءُ وريدي ستصبحُ حبراً

و شوكُ وصالكِ ينبتُ زهراً

سأرسمُ وجهَكِ من لهفتي و افتتاني

و أسرقُ عنوانكِ المخمليَّ الذي تسترينْ

و أعرفُ بيتكِ عبر الدروبِ التي لا تبوحُ ..

بسِرٍّ دفينْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ.

ستحملنا الريحُ بين الخرائط

و تهوي بنا في مكانٍ سحيق

ولكننا لن نخافَ الخطرْ

و عينَ البشرْ

لأن جسورَكِ سالكةٌ في الغياب

و زرعَ المودةِ يخضرُّ رغمَ جفافِ السنينْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ .

فكلُّ البحارِ _ غداة اشتياقي _ كثبانُ رملٍ

و مزنُ الغيومِ سرابُ الظمأ

و شهدُ الوعودِ مرارةُ حنظل

لأن غيابكِ طال أحسُّ الحروفَ سكاكينَ لحمي

و دمعةَ أمي التي لا تهونْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ .

سآوي إلى ظلِّ صورتكِ الغائبة

و أنثرُ في جنباتِ اللقاءِ احمرارَ القرنفل

و أغسلُ سوءَ ظنوني

و مسَّ جنوني

بدمعٍ سخيٍّ

يروّي بياضًا من الياسمينْ

يتبع ..

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ .

ستمطرُ تلكَ السماءُ نجوماً و ورداً

و تضحكُ كلُّ الشفاهِ الحزينةِ بعدَ الصيام

سوى شفتيَّ ..

لأنكِ _ يا ضحكةَ العمرِ _ مصدرُ حزني

و لمعُ الأماني و نخلُ الشجونْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ .

سيمتصُ نحلُ القوافي رضابَ الوجع

وتهمي الفراشاتُ في حقلِ بَوحي

تضمّدُ جرحي

و تهربُ و هي تغني مدى دربِها

وصلةَ الراحلينْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ .

ستركعُ ” عشتارُ ” عند السواقي

و تسكبُ ” فينوسُ ” عطرَ التلاقي

و تولدُ تحتَ ظلالِ السيوفِ “سعادُ ” و “عبلة “

فأنتِ _ لوحدكِ _ كلُّ النساءِِ و حلمُ اللقاءِ

تعالَي فقد طالَ شوقي لمرآكِ ..

يا وردةَ الغائبينْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دومًا .. و لا ترحلينْ .

لكِ الأمنياتُ العذارى

وحلمُ السهارى

لكِ الحسَراتُ التي أوجعتني

لكِ الكلماتُ ، و فنجانُ قهوةِ روحي ..

التي تملكينْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دومًا .. و لا ترحلينْ .

إليكِ و منكِ ..

عليكِ و فيكِ القوافي تئنُّ كتسبيحةِ التائبينْ .

و لونُ المرايا يعكّـرُ أطلسَ قلبي..

الذي في انتظارِكِ فاضَ زُلالا

على الظامئينْ .

يتبع ..

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ.

صارَ لقاؤكِ صعبَ المنالْ

و مرأى عيونِكِ _ يا ويلتاااااهُ _ محالْ

فقربُك بُعْـدٌ .. و بُعدكِ قربٌ

و وحدي أفكُّ طلاسمَ عشقي

كأني حكيمٍ بسـوقِ الجنونْ .

*** ***

لأنكِ في البالِ دوماً .. و لا ترحلينْ .

سأنسى جميعَ النساء

أسمائهنّ و أشكالِهنّ و ألوانِهنّ و حلماً بهنّ ..

لأنكِ أنتِ عزائي عن الأخريات

فقولي _ فديتكِ _: هل بعد هذا

سأدخلُ جنّتكِ المشتهاةَ

و أكفيكِ وحدي عن الآخرينْ ؟