أنا أيوب

وإسمُ أبي .. أبو أيوبْ

وكانت زوجتي حبلى

فأسمتْ إبنها أيوبْ

وتسكنُ قربنا جارهْ

لها طفلانِ في الحارهْ

لكلٍّ منهما تشدو

حبيبَ العمرِ يا أيوب

*****

ولدتُ على رصيفِ الموتْ

وكانت دايتي .. دمعه

على الأشواكِ سرتُ .. حَبَوتْ

بدربي لم أجدْ شمعهْ

وأوّلُ ما نطقتُ .. رَجَوتْ

أسمى في الورى .. أيوبْ

أنا أيوبْ

*****

فُطِمتُ على عصيرِ الجوعْ

على الممنوعْ

عليَّ تُحرّمُ الضحكهْ

ويُحظَرُ أن أرى دبكهْ

وأن أسقى من الينبوعْ

ولمّا أن بلغتُ الرشدْ

تَمَلّكني الأسى والسُهدْ

فزادَ الأمرُ في منعي

من التعبيرِ بالسجعِ

.. وبالنثرِ

.. وبالشعرِ

وأن أبقى أسيرَ دموعْ

فقال الناسُ في عجبٍ

كشبهِ يسوعْ

وقال سِواهمو .. أيوب

أجل أيوب

*****

أنا والسجنُ والسجّانْ

ثُلاثيٌّ مدى الأزمانْ

من المهدِ

إلى اللحدِ

بأمرِ جلالةِ السطانْ

يُلازِمُ بعضُنا بعضا

ولا نرضى

سوى الإدمانْ

أنا أدمنتُ في جَلَدي

وسجني أدمنَ النسيانْ

وسجّاني على جِلدي

يَخُطُّ بسوطِهِ أيوبْ

أنا أيوبْ

*****

شقيقي زادَ في مضغي

وألقاني ظلامَ الجُبّ

لُدغتُ أنا من اللدغِ

وحتى من رفيقِ الدربْ

يشيبُ المرؤُ في الصَدْغِ

ويغزوني أنا في القلب

فَتُدهِشُ قصتي أيوبْ

أنا أيوبْ

*****

ملفّي .. لونُهُ أحمرْ

وذا يعني أنا المطلوبْ

لكلّ مخافرِ العسكرْ

من الإحسا إلى قليوب

ملفّي لم يعدْ دفترْ

أضافوهُ إلى الحاسوبْ

بَبندٍ .. إسمُهُ أيوبْ

أنا أيوبْ