أرشف ثغرا

هَدَأَ اللَّيلُ وغارتْ أَنْجُمٌ

نَجْمَةٌ تَهوي، وتَعلو فيه أُخرى

كُلَّما أَظلمَ حَولي مَجْلِسٌ

أَقْبَلَتْ كالبَدْرِ في الفُسْتانِ حَمرا

تَتَهادى بينَ أَحضانِ الدُّجى

تَحْمِلُ اللَّيلَ وفي الخَدَّينِ ظُهْرا

نامَ لَونُ الفُلِّ في وَجْنَتِها

تَغْمُرُ القاعةَ أشذاءً وعِطْرا

وشُموعٌ مُجْهَداتٌ تَنْطَفي

وخُطاها قال إيمانًا وكُفْرا

تَخْلَعُ القَلبَ، وتَغتالُ الكَرَى

وتُناجِيني: مَساءَ الخَيرِ سِرَّا

أنتَ لم تَشْرَبْ ولم تَأكُلْ فما

أنتَ إلّا نَرْجِسِيَّ الطَّبعِ جَهرا!

قُلْتُ: زِيدني عِتابًا هَزِّئِي

كلَّ إحساسي ولا أرجوكِ عُذْرا

أنتِ مَرْعَى جَوْعتي أنتِ الَّتي

أَدْهَشَتْني لا أُطِيقُ اليومَ صَبْرا

قالت: اشربْ: قلتُ: لا أَشْرَبُ خَمْرا

إنّما أَرْشُفُ يا حُلْوَةُ ثَغْرا