بشرى فغصن عيشنا قد أورقا

بشرى فغصن عيشنا قد أورقا

وكوكب السعد الأتم اشرقا

وعارض الاقبال حيا بالحيا

روض الاماني فعاد مونقا

فاغتنم العيش الرغيد وانتهز

مصطبح اللذات والمغتبقا

وقم إلى سلافة وردية

لها شذى المسك إذا ما عبقا

شمس إذا غابت بحلق شارب

رأيت في خديه منها شفقا

يسقيكها غض الصبا مهفهف

بلحظه يسكر لابما سقى

يثني نسيم الدّل غصن قدّه

كما انثنى غصن اراك في نقا

تروي لنا اجفانه عن بابل

سحراً به تخفر ذمة التقى

كم ليلة استغفر الله بها

بت لغصن قدّه معتنقا

مقبلا وجنته مرتشفا

من ثغره راح اللمى المعتقا

فيا لها من ليلة حميدة

لو انها عادت الينا باللقا

رقت حواشي حسنها كأنها

ليلة اشراق الحسين المنتقى

سليل غطريف همام ماجد

رقى من العلياء اعلى مرتقى

مهذب لو نطق الدهر إذا

اعمل في وصف علاه المنطقا

اخلاقه كروضة باكرها

طل ففاح نشرها وعبقا

ابلج مغشي الرواق ذكره

غرّب في آفاقها وشرّقا

الحاكم العدل الذي قد اكتست

رتبته به سناً ورونقا

إذا انتدى محتبيا بسيفه

تعذر النطق وكل اطرقا

جلا له انوارها ساطعة

تمنع ابصار الورى ان ترمقا

ولم يزل بجوده وبأسه

يمير وفدا ويبير فيلقا

يا من تجلى للعلى بطلعة

غراء تجلو بسناها الغسقا

بشرى بمولود زها الدهر به

وكان من قبل إليه شيقا

تقلدت به المعالي جوهراً

من معدن المجد الاثيل منتقى

ماء الجمال والندى بوجهه

وكفه مسّلسلا ترقرقا

من دوحة نال السماء فرعها

وقد زكت اصلا وطابت ورقا

آباؤه الشم الذين رفعوا

بيتاً على هام السهى مسردقا

قد زينوا الدنيا بذكرهم كما

قد زينت شهب الدراري الأفقا

وفيه من آبائه شمائل

حقيقة لحسنها ان تعشقا

إليك قد زففتها خريدة

في جيدها عقد المعاني اتسقا

تميس في ابرادها لابسة

ديباجة الاحسان والاستبرقا

ناعسة الاجفان قد بان لها

طرفي في جنح الدجى مؤرقا

ومهرها منك القبول انه

انفس من كل نفيس انفقا

كم لك عندي من يد حميدة

ونعمة عدت بها مطوقا

والحر من يرعى الحقوق باسطا

لسانه بالشكر مدّة البقا