فجلا حالك الظلام الضياء

أشرقت منك في الوجود ذكاء

فجلا حالك الظلام الضياء

درة عن سنائها قد تشظى

صدف الفيض فاستضاء السناء

يا إماماً سما مقاما علياً

قصرت دون شأوه الجوزاء

هل نجوم السماء إلا صفات

لك زينت بزهرهن السماء

لك ذات قد أبدع الله فيها

صنعه وهو صانع ما يشاء

عبقت من أريجها نفحات

فاستطابت بنشرها الأرجاء

نفد اللفظ وانتهى كل معنى

ومعانيك ما لهن انتهاء

أنت أسنى علا وأسمى محلا

أن يداني صفاتك الإطراء

نزلت بالثناء آيات وحي

صادع في علاك منه الثناء

أنت في نعته إمام مبين

أحصيت في بيانه الأشياء

ملأ الله صدرك الرحب علماً

ضاق عن بعض ما حواه الفضاء

دل مكنونه على الغيب حتى

كشف الستر دونه والغطاء

من هداه السبيل كان ولياً

لك يا من ولاؤه الاهتداء

لا يجوز الصراط إلا محب

منك يعطى الجواز وهو الولاء

ولك الكوثر الذي منه تسقى

شبعة الحق والقلوب ظماء

عصمة الخائفين من كل هول

يوم لا عاصم ولا شفعاء

باب علم النبي خير البرايا

أنت وهو المدينة الفيحاء

عندك العلم وهو علم كتاب

سخرت طوع حكمه الأشياء

لم يكن عند آصف غير جزء

منه واستجمعت لك الأجزاء

يوم وافى بالعرش طرفة عين

وإذا الشام عنده صنعاء

أنت يا صنو أحمد منه كالضوء

من الضوء حبذا الأضواء

أنت وازرته وكنت أخاه

يوم عزت وزارة واخاء

كنت في ليلة الفراش وقاء

حين لم يلف للنبي وقاء

ثابت الجأش طامناً لا تبالي

وسيوف العدى إليك ظماء

بين فضلك الجلي ولكن

لا ترى الشمس مقلة عمياء