ما بعد يومك في صرف الردى خطر

ما بعد يومك في صرف الردى خطر

قضى الندى والتقى والعلم والخطر

قد كان من قبلها الإسلام في حذر

لو كان يدفع محتوم القضا حذر

لا يملك الدهر عذراً بعد حادثة

يغنى بها مثل صبر الصابر العذر

ما كل جان تناهى في جنايته

يمحو اساءته ان جاء يعتذر

رزية جلل عم المصاب بها

فما نجا من مرامي حزنها بشر

بها المعزى رسول الله وابنته

وصنوه المرتضى والعترة الخير

نعي اطل على الافاق جاحمه

كما تطاير من جمر الغضا شرر

فالشرع يندب منه خير منتصر

ندب يحوط الهدى عزاً وينتصر

اليوم نيرّها العالي السنا خمدت

انواره فعلى أفق السما قتر

اليوم باب جنان الخلد منفتح

بشراً به ولواء الشرع منكسر

فأي بحر خضم ضمه جدث

واي حبر فقيه لفت الحبر

وهل تعد معدّ مثله وزراً

إذا عرتها غواش مالها وزر

كان العصام لها من كل طارقة

تطيش من عظمها الأحلام والفكر

ومرهف الحدّ لا تنبو مضاربه

إذا نبا في الضراب الصارم الذكر

وغيث عارفة ينهل صيبه

واداً إذا ضن في معروفه المطر

فلتبكه مضر الحمراء نادبة

فقد اصيبت بحامي عزها مضر

الفاعل الفعل قدماً كله كرم

والقائل القول حكماً كله غرر

يا لهفها لهف مطوي على حرق

تذكو لواعجها جمراً فتستعر

صفا به عيشها دهراً فكيف بها

وصفو موردها قد شابه الكدر

يا ناشد الفضل قد اقوت معالمه

بعد الحسين فلا ربع ولا اثر

قد اصبح العلم منه فاقداً علماً

منه ينابيع علم الله تنفجر

جاءت رزيته بكراً تروع كما

كانت مكارمه في الناس تبتكر

يا غائباً عن عيون كان قرتها

فشئفها الدائمان الدمع والسهر

أنت الجواد ودمعي سائل فأنل

عيني مناما فأقصى سؤلها نظر

ما ساجلتك غوادي المزن في كرم

الا جفون عليك اليوم تنهمر

حيث ثراك وان حل الغمام بها

وطفاء من كوثر الفردوس تنحدر

وغازلت روضها المطلول نافحة

من جنة الخلد يسري نشرها العطر

حاشا بني الفضل ان يغشى معاليها

وقد حماها سمي المصطفى غير

لأن اصيب به آل المعز ففي

محمد شرف باق ومفتخر

الماجد الحسب الحامي حقيقته

يوم الحفاظ فلا وهن ولا خور

جم المناقب لا يحصى لها عدد

حتى تعدّ وتحصى الانجم الزهر

متى ترد بحره الاحكام اصدرها

بالري يحمد ورد الزاخر الصدر

ورب غامضة غاض البيان بها

وفاض في القائلين القعي والحصر

جلت غياهبها انوار فكرته

فاسفرت وتجلت دونها الغمر

يعطي العفاة جزيلا وهو مبتسم

ويمنح الذنب عفواً وهو مقتدر

فالحمد منتظم يوم الفخار له

نظم العقود وشمل الوفر منتثر

اسدى العوارف في بدو وفي حضر

طرّاً فاثنى عليه البدو والحضر

بطلعة الخلف المهدي قد وضحت

سبل الرشاد لمن اضحى له بصر

به العزاء عن الماضي وان صدعت

له قلوب على برح الأسى صبر

يا بن الهداة الميامين الذين جلوا

ليل الضلال بصبح الرشد إذ سفروا

وما البليغ وان غإلى بمدحته

ببالغ كنههم يوماً إذا ذكروا

نعم ترفع عن نظم المديح لهم

مجدبه جاءت الايات والسّور

ورب مستعظم اخبار فضلهم

وبالعيان رأى ما دونه الخبر

هم الاعزة لاتيه ولا كبر

والعز يأخذ منه التيه والكبر

ومثل اعراقهم طيباً خلائقهم

إذا زكى الأصل يزكو الفرع والثمر

لا يجزعون وان جلت مصيبتهم

فكلما عظمت ارزائهم صبروا

عليهم من دروع الصبر محكمة

ما نسج داود يوم الروع ما الزبر

كأنما الصبر في أفواههم ضرب

مستعذب النهل وهو الصاب والصبر

بقاء مثلك والآثار شاهدة

نعمى ويسعد بالنعمى الأولى شكروا

يا حسنها درر لكنها قصدت

بحراً وايسر ما في الابحر الدرر

وان تفز بقبول فهو اعظم ما

ترجو وليس لها غير الرضا وطر