أمن رسوم نأيها ناحل

أَمِن رُسومٍ نَأيُها ناحِلُ

وَمِن دِيارٍ دَمعُكَ الهامِلُ

أَجالَتِ الريحُ بِها ذَيلَها

عاماً وَجَونٌ مُسبِلٌ هاطِلُ

ظِلتُ بِها كَأَنَّني شارِبٌ

صَهباءَ مِمّا عَتَّقَت بابِلُ

بَل ما بُكاءُ الشَيخِ في دِمنَةٍ

وَقَد عَلاهُ الوَضَحُ الشامِلُ

أَقوَت مِنَ اللائي هُمُ أَهلُها

فَما بِها إِذ ظَعَنوا آمِلُ

وَرُبَّما حَلَّت سُلَيمى بِها

كَأَنَّها عُطبولَةٌ خاذِلُ

لَولا تُسَلّيكَ جُمالِيَّةٌ

أَدماءُ دامٍ خُفُّها بازِلُ

حَرفٌ كَأَنَّ الرَحلَ مِنها عَلى

ذي عانَةٍ مَرتَعُهُ عاقِلُ

يا أَيُّها السائِلُ عَن مَجدِنا

إِنَّكَ عَن مَسعاتِنا جاهِلُ

إِن كُنتَ لَم تَأتِكَ أَيّامُنا

فَاِسأَل تُنَبَّأ أَيُّها السائِلُ

سائِل بِنا حُجراً وَأَجنادَهُ

يَومَ تَوَلّى جَمعُهُ الجافِلُ

يَومَ أَتى سَعداً عَلى مَأقِطٍ

وَجاوَلَت مِن خَلفِهِ كاهِلُ

فَأَورَدوا سِرباً لَهُ ذُبَّلاً

كَأَنَّهُنَّ اللَهَبُ الشاعِلُ

وَعامِراً أَن كَيفَ يَعلوهُمُ

إِذِ اِلتَقَينا المُرهَفُ الناهِلُ

وَجَمعَ غَسّانَ لَقيناهُمُ

بِجَحفَلٍ قَسطَلُهُ ذائِلُ

قَومي بَنو دودانَ أَهلُ النُهى

يَوماً إِذا أُلقِحَتِ الحائِلُ

كَم فيهِمُ مِن سَيِّدٍ أَيِّدٍ

ذي نَفَحاتٍ قائِلٌ فاعِلُ

مَن قَولُهُ قَولٌ وَمَن فِعلُهُ

فِعلٌ وَمَن نائِلُهُ نائِلُ

القائِلُ القَولَ الَّذي مِثلُهُ

يَنبُتُ مِنهُ البَلَدُ الماحِلُ

لا يَحرِمُ السائِلَ إِن جاءَهُ

وَلا يُعَقّي سَيبَهُ العاذِلُ

وَالطاعِنُ الطَعنَةَ يَومَ الوَغى

يَذهَلُ مِنها البَطَلُ الباسِلُ