طرف المحب موكل بعذابه

طَرفُ المحبّ مُوكَّلٌ بِعَذابِهِ

لا تَعذِلوهُ فَتأثموا بِعِتابِهِ

كَبِدٌ تعاوَرها الغَرامُ فَأَصبحت

زَفَراتُهُ قَد تَرجَمَت عَمّا بِهِ

وَجرت عليهِ نَوائِبٌ مِن دَهرِهِ

وَأَشدُّها فيه قِلى أَحبابِهِ

فَكأَنَّ داعيةَ الهَوى في جِسمِهِ

سَيفٌ يُقَطِّعه بحدِّ ذُبابِهِ

شابَت لِما تَلقاهُ قُذَّةُ صَبرِهِ

وَغَرامُهُ في عُنفُوانِ شَبابِهِ

لَم تَستَهِلَّ عَلى الخُدودِ دُموعُهُ

إِلّا لِسَقم دبَّ تَحتَ ثِيابِهِ

وَتَنوفَة أَنفقت فيها همةً

راضَت مِن التَهذيبِ حَلَّ صِعابه

أَكسبَت فيها القَلب عِلَّة حُرقَة

مُستأسِداً فاِختالَ في جِلبابِهِ

وَبَغيت للآمال منهج رُشدها

فَمَضَت تُنافِسُ في حَثيث طِلابِهِ

لا أَستَميحُ الدَهرَ سَيبَ عَطائِهِ

كرماً وَلا أَمتارُ وَبلَ سَحابِهِ

وَجَعَلتُ صَبري مَعقِلاً وان اِغتَدى

صَرفُ الزَمانِ بظفره وَبنابهِ