عاتباه في فرط ظلمي وهجري

عاتِباهُ في فَرطِ ظُلمي وَهَجري

واِسئلاهُ عَساهُ يَرحَم ضُرّي

والطفا ما قَدرتُما في حَديثي

واِحرِصا أَن تُغنياه بِشِعري

واذكُراني فان بَدا لَكمامنه

نُفورٌ فأجريا غَيرَ ذِكري

وَدَعاني وَشَقوَتي في هَواهُ

فَلِحَيني عَشقت عاشِقَ هَجري

وَهَواهُ لَو كانَ ذَنبي اليه

غيرَ حُبّي لَه لأوضَحت عُذري

قَد كَتَمتُ الهَوى وان نَمَّ دَمعي

وَحَملتُ الجَفا وان عيلَ صَبري

ما مادرى جِميَ المُعنّى بِمَن

يَضنى وَلا مَدمَعي لِمَن باتَ يَجري

سِرُّهُ في الحَشا عَن الخلقِ مَستورٌ

مَستورٌ فَماذا عليه في هَتكِ سِتري

ليت أَيامَنا ببَرزةَ فالتُرب مِنها

يَعودُ يَومٌ بِعُمري

صِمتُ مِن بَعدِها برغمي عَن اللَهوِ

فَهَل لي يَعود بِها عَيدُ فِطرِ

لَستُ أَنفكَ مِن تذكر قَوم

لَيسَ يَجري بِبالِهم قَطُّ ذِكري

يا غَزالاً قَد لَجَّ في الهَجرِ عَمداً

كَم دَماً قَد سَفكتَ لَو كنت تَدري

كُلُّ رَدفٍ مِثلُ الكَثيبِ مِن

الرَملِ مَهيل يَميسُ زَهواً

قَد حَمى ثَغره بِناعِس طَرف

يالَه ناعِساً يُحاذِرُ ثَغري

وَبِفيهِ مُدامَةٌ كُلَّما حليتُ عَن شُربِ

كأسهِادام سُكري

أَبَداً ظامىءٌ إِلى خَمرِ فيهِ

وَكأَنّي لِلسُكرِ شارِب خَمرِ

ظالِمٌ لَجَّ في القَطيعَة حَتّى

لا مَزارٌ يَدنو وَلا الطيف يَسري

كانَ لا يَستَطيعُ عَنّيَ صَبراً

لَيتَ شِعري لم يَلحني لَيتَ شِعري

رَشأٌ مِن صُدودِهِ كُلُّ شَكوى

وَلِنُعمى مُحَمَّدٍ كُلُّ شُكري

كَم حَوى واِستَباحَ بيضاً وَسُمراً

وَحَمى مثلها بيضٍ وَسُمرِ