فلا وصلها يبدو فتبلى بلا بلى

فَلا وَصلُها يَبدو فَتَبلى بِلا بِلى

وَلا ليَ صَبرٌ مُنجِدٌ فأخونُها

نَحيلَةُ جَفنِ العينِ مِن غيرِ عِلَّة

كَذاكَ سُيوفُ الهندِ تَبلى جُفونُها

أَرى سودَها أَمضى وأفتك في الحَشا

فَما بالُ أَنقاها بَياضاً ثَمينُها

وَلَم أَنسها يَومَ النَوى إِذ تَحَجَّبَت

وَقَد غَفلَ الواشي وَغابَت عيونُها

فَفاضَت دُموعُ العَينِ حَتّى رأَيتَني

تَلفَّتُّ نحو الدارِ لا أَستَبينُها

فَما أَسبَلتِ إِذ أَعرضت من ستورها

بأَمنع مِمّا أَرسلَتها جُفونُها

لَو لَم تَخُن في يَمينها

وَمُدَّت لِتَوديع اليَّ يَمينُها

وَنَفسٌ إِذا هَبَّت جَنوب تَنَفَّسَت

تَحِنُّ اِشتِياقاً لَو شَفاها حَنينُها

فبالشرف الا عَلى هَواها وَشُكرِها

نَدى شَرفِ الدين بنِ عصرون دينُها

مَتى قَصَدت في طُرقها دونَ عزه

فَلا اِنفرجت عَن سَهلِ أَمرٍ حزونُها

وَإِن طَمعَت مِن غَيرِهِ في نَوالِهِ

فَلا صَدقَت فيما رَجَتهُ ظُنونُها