ألقت إليك مقادها الأيام

أَلقَت إِلَيكَ مَقادَها الأَيّامُ

وَأَمَدَّكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ

وَمَشى إِلَيكَ الدَهرُ مِشيَةَ خاضِعٍ

وَقَضى بِما تَختارُهُ العَلّامُ

وَبَقيتَ ما بَقِيَ الزَمانُ مُخَلَّداً

في حَيثُ تَقعُدُ وَالأَنامُ قِيامُ

وَحباكَ رَبُّكَ بِالكرامَةِ وَالرِضا

وَالبِرِّ ما نَسَخَ الضِياءَ ظَلامُ

فَلأَنتَ حينَ تُعَدُّ عَينُ زَمانِنا

وَبِصِدقِ قَولي يَشهَدُ الإِسلامُ

بِكَ يا مُحِبَّ الدِّينِ طالَت فَاِعتَلَت

شَرَفاً عَلى الخَطِّيَّةِ الأَقلامُ

أَحيَيتَ بِشراً وَالجُنَيدَ وَعامِراً

زُهداً وَكُلٌّ إِذ يُعَدُّ إِمامُ

وأَقَمتَ لِلقُرَشِيِّ في آرائِهِ

حُجَجاً يُقَصِّرُ دُونَها النُظّامُ

لَو رادَكَ الثَورِيُّ أَعلَنَ قائِلاً

أَنتَ الغَمامُ وَمَن سَواكَ جَهامُ

لِلّهِ دَرُّكَ أَيُّ مَوضِحِ مُشكِلٍ

أَضحى وَمِن شُبَهٍ عَلَيهِ خِتامُ

حَسَنُ الإِنابَةِ مُخلِصٌ أَعمالَهُ

لِلّهِ لا يَسري إِلَيهِ أَثامُ

إِن يَجحَدِ العُظماءُ فَضلَكَ فيهِمُ

فَبَنُوا السَبيلِ تُقِرُّ وَالأَيتامُ

لَكَ حينَ يَعتَكِرُ الظَلامُ صَنائِعٌ

تَغشى الأَرامِلَ وَالعُيونُ نِيامُ

قَسَماً لَوَ اِنّكَ في الغِنى في بَسطَةٍ

لَم يَدرِ أَهلُ الفَضلِ ما الإِعدامُ

لِلّهِ مِن خَفَقانِ قَلبي كُلَّما

قَعَدُوا لِتَجهيزِ الحُمولِ وَقامُوا

فَليَفرَحِ البَيتُ العَتيقُ وَزَمزَمٌ

بِقُدُومِهِ وَالحِلُّ وَالإِحرامُ

يا وَحشَتا وَالعِيسُ لَم يُرفَع لَها

رَحلٌ وَلا نُشِرَت لَها أَعلامُ

لا كانَ هَذا السَيرُ آخِرَ عَهدِنا

فَهِيَ اللَيالي رِحلَةٌ وَمَقامُ

وَكَلاكَ رَبُّكَ حَيثُ كُنتَ وَلا عَدا

أَرضاً تَحُلُّ بِها حَياً وَرِهامُ

وَرَعاكَ مَن لَو كُنتَ راعِيَ خَلقِهِ

لَم يُرعَ إِلّا لِلحَنيفِ ذِمامُ

أَنعِم عَلَينا بِالدُعاءِ إِذا اِلتَقى

بِحُجُونِ مَكَّةَ مَشرِقٌ وَشآمُ

وَعَلَيكَ مِنّا ما حَييتَ وَما بَدَت

شَمسُ النَهارِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ