إني لمشتاق لربوة جلق

إِني لمُشْتاقٌ لِرَبوة جِلَّقٍ

شَوْقَ الخليعِ إِلى رُضاب الأكؤسِ

فلَرُبَّ يومٍ مرَّ معسُولَ الحُلى

فيها بظلّ حديقةٍ من سُندُسِ

والجوُّ مِعْطار الهواءِ تخاله

نَفَسَ الحبيب وفَي بطيب تنفس

والعندليب على الغصون مرجِّعٌ

شَدْوَ القِيانِ تزفُّ كأسَ مغَلّس

والماء فضّيُّ الغِلالة قد كُسي

حَبَباً تغزلُهُ عيُونُ النرجس

وعلى سِمَاطَيْه لأفنانِ الرُّبى

ظِلُّ يذكّر بالشِفاهِ اللُّعَّسِ

حيثُ الشبابُ الغَضّ في غُلَوائه

والعيشُ موصولٌ بطيب تأنُّس

وبأفقه غيدٌ طلعن سوافراً

مثل البُدور جَلَتْ ظَلاَمَ الحِنْدسِ

بمعاطِفٍ تهتَزُّ من مَرَحِ الصِبا

في قَمْصِها هزّ الغصون الميِّس

ترنو بأحداق تغنَّثَ جَفنها

سَقَمٌ تغذّيه كرامُ الأنفس

يا حُسْنَ هاتيك العيون نواعسا

تُزري بألحاظ الظباء الكنّس

أبْقَتْ لدى الألباب من نشواتها

طَرَباً يطيشُ له فؤاد الأكيسِ