لقد طال سعيا للصبا بالرسائل

لقد طالَ سعياً للصَبا بالرسائلِ

ولم يأن من عهد الصِبا عهدُ آمِلِ

ليالٍ بها باتَ الحبيبُ مُجالسي

وطير التهاني صادحٌ في المنازلِ

وسرّ الدجى مرخىً على الأفقِ حالك

وترديدُ ألحانٍ وصوت عنادلِ

وطاف يديرُ الكأسَ طوراً وينثني

رَشَا ما له في حُسْنِه من مُماثِلِ

فأبصرتُ فجراً من ثناياه طالِعاً

وشمْسَين من راع ووجه مناول

وأعطافه ما سَمْهَريّ مُنازِلٍ

وألحاظه ما هندوانيُّ باسِلِ

كأنَّ عذاراً منه جاوز خدَّه

غبوق ورودٍ في الضحى والأصائل

وباتَ على نحْر الرباب وثيرها

يحكّ جلابيبَ التهاني لرافلِ

وتستنطق العيدان طوْراً أناملٌ

كأفلاذِعاجٍ من خضيبٍ وناِصلِ