أجنها الفكر وأبداها العبق

أجنَّها الفكر وأبداها العبقْ

ما كتم الليلُ ولا نمَّ الفلقْ

لا ذنبَ للصبح وشمسٌ ما رأى

والعذرُ للَّيل ومسكٌ ما انتشق

بالقلب ما بقلبها من غصَّة

وجداً وما لوشحها من القلقْ

إذا تثنَّى قدّها في فرعها

بان به معنى القضيب في الورقْ

ومقلةٍ ما لي بها من مقلةٍ

يدٌ على طول البكاء والأرقْ

لولا خيالات الدجى ما فضّلت

بنفسجَ الليل على ورد الشَّفقْ

يا راقدينَ ورقادي بعدهم

أخز الهدو مدعى أ مسترقْ

قطعتمُ نومي وجفني سارق

وإنما يقطع شرعاً من سرقْ

أخلفتُ ثوب السقم في حبّكم

وعادةً أن ينزع الثوبُ الخلقْ

من لي بكافور الصباح قولةً

من ساهرٍ أملهُ مسك الغسقْ

ولو وفيتُ لخؤونٍ غادرٍ

تبعتُ قلبي معكم حيث انطلقْ

أباسمٌ بالغور أم برقٌ حفا

أم صارمٌ جرّد أم سهمٌ مرقْ

هبَّ تهاميَّ السَّنا فناره

مدُّ البكا وماؤه شبُّ الحرقْ

إذا استطار جمرةً في فحمةٍ

من الدجى جلَّ به الشوق ودقْ

أفهمني وحيَ الغرام ومضهُ

والشأن أن يفصح ثغرٌ ما نطقْ

يا راكباً محمله سابحةٌ

في لجَّة الآلِ إذا الآل خفقْ

حدّثْ عن الصَّادي إلى مناهلٍ

لم يسقَ يوماً بعدها إلاَّ الشَّرقْ

بلّغْ بلغتَ لوعتي ظامي الحشا

ممرَّض الجفن لذيذ المعتنق

حقفيُّ ما يضمُّه مئرزهُ

خوطيُّ ما فوق مجال المنتطقْ

ما صفو ودّي نهزةٌ يرصدها

شوبُ القذى فيه ولا غشُّ الملقْ

ظبيُ حمىً جفونهُ لي وهقٌ

وطالما صيد الغزال بالوهقْ

حاشاه أن يلزمَ قلباً في الهوى

عفَّ بذنبِ ناظرٍ فيه فسق

قفّ منه إن كنت لأجلي واقفاً

بمطلق الحسن غداً قيد الحدقْ

وقل له إن الفراق موقفٌ

لولا صفيُّ الدين ما شاق وشقّ