أشاقك برق بالشآم يشام

أشاقك برقٌ بالشآم يشامُ

فدمعك لو يطفي الغليلَ سجامُ

تودُّ الحشى إيماضه وهو جذوة

ويشتاقه جفناي وهو حسامُ

أأحبابنا بالغوطتين وجلَّقٍ

سلامٌ وهل يدني البعيدَ سلامُ

ظننتم بنا السلوان لما سلوتم

وفي ظنَّكم بالعاشقين إثامُ

لقد قضت الأيَّامُ بالبعد عنكمُ

وأخلقَ عهدٌ منكم وذمامُ

فلا ضرجت في الدوح للورد وجنةٌ

ولا اهتزَّ من هيف الغصون قوامُ

تجلُّ صباباتي فأعذر فيكمُ

ويجهل ما بي في الهوى فألامُ

ولو أنني غيَّضت في النيل أدمعي

لأصبح ماءُ النيل وهو حرامُ

أسائل عنكم واالسَّؤالُ صبابةٌ

واستعذب التذكار وهو غرامُ

لقد سرتُ خوف الضيم عمَّن أحبهُ

وواندمي والحبُّ حيث يضامُ

وتالله ما أنفكُّ أذكر ناسياً

وأسهر في حلم الهوى وينامُ

واستنقع الماء الزُّلال من الجوى

ويأبى ولوعي أن يبلَّ أوامُ

يشيم الأماني برقكم وهو خلَّب

ويرجى سحاب الظنِّ وهو جهامُ

ومن كلفي اشتاقَ من في حشاشتي

وأظمأ فيه والجفون غمامُ

أموت وأحيا بالصَّبابة والمنى

فلي في هواه عيشةٌ وحمامُ

إذا ما سرحتَ الطرف في طرس خدّهِ

فإيَّاك ذاك الخال فهو ختامُ

نزلتُ على حكم الغرام فسلوتي

كعلياء سيف الدين ليس ترامُ

إذا شيمَ قبل الرفد نشر محمَّدٍ

تألقَ برقٌ واستهلَّ غمامُ

شبيهُ أبيهِ في السَّماحة والتقى

كذلك أبناءُ الكرامِ كرامُ

به للأعادي والنُّضار تشتُّت

وللوفد والمجد الأثيل نظامُ

إذا سيلَ في السَّراء فهو سحابةٌ

وإن سلَّ في الضرَّاء فهو حسامُ

أغرّ نقي عرضه وجبينهُ

أشمُّ طويلُ الساعدين همامُ

يقوم إلى الأحداث والدهر قاعدٌ

ويجلس في حيث الملوكُ قيامُ

تفلُّ الظبي أقلامه وهو وداعٌ

وللشمس من ذيل العجاجِ لثامُ

إذا صقلتْ بالمسح فهي صوارمٌ

وإن نصلت بالنقس فهي سهامُ

يخيَّل لي أن الكتاب كتيبة

إذ السطر صفٌّ والتراب قتامُ

يخفُّ إلى الداعي وفي السيف ونيةٌ

ويسهرُ حزماً والأنام نيامُ

هو البدرُ لا ذاقَ السرار بنورهِ

وجوه الليالي الداجيات وسامُ

أبى أن يسود الناس إلاَّ بنفسهِ

وشأنُ عظامِ القومِ وهي عظامُ

مطلٌّ على الأعداء من كل وجهةٍ

وغير عجيب أن يطلَّ شمامُ

إشاراتهُ تثني الخطوب ولحظهُ

يفلُّ شباةَ الجيش وهو لهامُ

يضيءُ محيَّاه وفي الصبح كبوةٌ

ويمضي وحدُّ المشرفي سهامُ

يجودُ فيجلو الفقر وهو دجنَّةٌ

تدور بدور النقد وهو تمامُ

إذا شبَّ من دون العلى نار عزمهِ

فللملك بردٌ عندها وسلامُ

وإن نشرت أفواهنا طيَّ نشرهِ

غدا ينشر الآمال وهي رمامُ

فهل سمعتْ أذناك قبل سماحهِ

بنشوانَ ما دارت عليه مدامُ

وهل كأياديهِ بكل مكانةٍ

نواطقُ لم يسمع لهنَّ كلامُ

وأقسم لولا منعهُ ودفاعهُ

أذنُ جبَّ منَّا غاربٌ وسنامُ

وما أنا ممن يجحد العرف أهله

وإن بعدت دارٌ وعزَّ لمامُ

وما دام لم تصدع يدُ الدهر شملنا

فلا فضَّ للملك العزيز نظامُ

وما الدهر إلاَّ ليلةٌ وصباحها

وما العمرُ إلاَّ يقظةٌ ومنامُ

وما ذبَّ عنَّا فالليالي حميدةٌ

وليس على صرف الزمان ملامُ

سأشكرهُ شكرّ الرياض يد الحيا

سرى خضلَ الشؤبوب وهو ركامُ

يرقُّ ويقسو فيه نظمي كأنَّه

نسيمٌ عرتهُ صحَّةٌ وسقامُ

كصفح الحسام العضب ينهلُّ ماؤهُ

وفي شفرتيه للمضاءِ ضرامُ

وجدتُ أياديه على القربّ والنوى

سواءٌ عليها رحلةٌ ومقامُ

وحقّكَ قد أعلى بنات خواطري

نداك فأغلاها فليس يسامُ

وما كلُّ من يشدو بنعماك محسنٌ

وما يتساوى هاشمٌ وهشامُ

فخذها هديّاً أقبلت ووليُّها

وليٌّ له في راحتيك زمامُ

حباك بها طائيةً

وهلاَّ يشيبُ الدهر وهو غلامُ

تقدَّمها عصرُ الوليد بحفله

وجاءت أخيراً والأخير أمامُ