أعجبت من خد صفا وتلهبا

أعجبتَ من خدٍّ صفا وتلهَّبا

نار الحياء يشبُّها ماء الصبا

من لي بجالية الملاحة عاطلٍ

زفَّتْ ففضَّضها الجمال وذهَّبا

وبمهجتي الغضبان يقتل مقبلاً

برضى فكيف إذا تولَّى مغضبا

وسنانُ يحسن في العيون وما له

حسنى ويعذب في القلوب معذّبا

ويزين نقطُ الخال خطَّ عذاراه

والخطُّ يحسنُ معجماً أو معربا

وتفرُّدي بالحزن جلَّ لأحرفٍ

في الحسن محو تجلُّدي أن تكتبا

يثني سهامَ جفونه عن مقلتي

تيهاً فيحسنُ بي مسيئاً مذنبا

ويعزُّ مطلوباً ولولا مهلك

من هجره لبلغتُ ذاك المطابا

صلفٌ تعجَّب من وفاةِ تجلُّدي

وأرى حياتي في هواه أعجبا

وأما وبرق تثيَّتيه وأنَّهُ

لولا دموعي كان برقاً خلّبا

لقد استجازَ من الخلاف طرية

مأثورةً ومن التجنّي مذهبا

وأرى جديد السُّقم جدَّد لبسهُ

قمرٌ من الأصداغ حلَّ العقربا

أتبعتهُ قلبي يسير بسيره

فلذاك شرَّق في الغرام وغرَّبا

أظباءَ رامةَ لا ذعرتِ أراجعٌ

زمنٌ برامة ما ألذَّ وأطيبا

وصلٌ عفا كرسومها وشبيبةٌ

ولَّت كسكانها وصبرٌ أجدبا

أصبحت في ليل الهموم فلو سرى

طيفُ الخيال لهاب أن يتأوَّبا

غادرت قلبي بالغرام معرَّفاً

وتركت خدّي بالدموع محصَّبا

ولذكره طرب الجوانح والحشى

وأشدُّ ذكرى شائقٍ ما أطربا

والدهر يومٌ كالدموع تلوُّناً

بعد الفراق وكالقلوب تقلًّبا

ولطالما شمسَ الزمان وإنما

بالصَّاحب المرجوّ ذلَّ واًصحبا