أمهى الفتون سيوف ألحاظه المهى

أمهى الفتون سيوفَ ألحاظه المهى

فأطعتهنَّ لما نهى عنهُ النهي

عجباً لها تهوى وتقتلُ غيرَ وا

ديةٍ وتفتك بالقلوب وتشتهي

نامت عن الشكوى فهل من حيلةٍ

إن كانت الشكوى تفيد مدلّها

نبه ضعاف جفونها وحذارها

فالوجد كل الوجد أن تتنبها

أتأوّها بعد المشيب وصبوةً

وسبيلُ نضو الشوق أن يتأوّها

قالوا سفهتَ نعم سفهتُ صبابةً

والحبُّ ما تركَ الحليم مسفّهاً

عابوا قضيب البان لدناً أهيفاً

والبدر تمّاً والكثيب ترهرها

ومشى الوشاة بما كتمتُ وقد جرى

دمعٌ هوى لتجلّدٍ فيهِ وهي

نهنهتُ من دمعي فأقبل عاصياً

والدمعُ أعصى ما يكون منهنهاً

كلفي بعانيّ المراشفِ حارسٍ

بجفونهِ صهباءها أن تشفها

شابتْ بها كبد المحبِّ وإنما

شابت لأغيدَ بالشبيبة مزدهى

يا عاذلي أنهكت جسماً ناحلاً

مضنىً وقلباً بالحسانِ مولّهاً

عنّفتَ حين عرفت من أحببتهُ

وجهلتَ ما صدعَ الفؤادَ وما دهى

مالي ألام كأنّما أنا قائلٌ

ليس العزيز عن الشبيه منزّهاً