أنظر إلى نسج الربيع وحوكه

أنظرْ إلى نسج الربيع وحوكه

والشّمسُ ترقمُ والسحائبُ تحبكُ

والأرضُ تجلى في معارض سندسٍ

والنهرُ ردنٌ بالنسيم يفرّك

حيثُ الوجوهُ من البقاع سوافرٌ

والأقحوانُ بها ثغورٌ تضحك

فعقولنا وهي المراتع تجتلى

وقلوبنا وهي العرائس تملكُ

وفضاءُ هاتيك السماءِ معنبرٌ

ونسيمُ ذاك الجوِّ منهُ ممسّك

والطلُّ في جيد الغصون منظّمٌ

وعلى السّهول مبدّدٌ لا يسلك

فكأنما الكافور فتَّ بدوحها

أو ذرَّ من فوق النّبات الدّرمك

كم فضَّ في بطحائها من فضّةٍ

بددٍ وتبرٍ لو يصاغ ويسبك

عجباً تخافُ الفقرَ أو ترجو الغنى

ويداك تأخذ ما تشاءُ وتترك

فاهجرْ معاتبةَ الليالي وأصلاً

دمَ كرمةٍ في عرسِ لهوٍ يسفك

سخطَ الأنام على الزمان وصرفهِ

ورضى الخلائقِ غايةٌ لا تدرك

ونهايةُ الدنيا وغاية أهلها

ملكٌ يزول وسترُ قومٍ يهتك

كم لذّةٍ فيها تشابُ بذلّةٍ

أمنيةٌ هي بالمنيّةِ تنهك

تحلو فتعتب غصّةً ومرارةً

وتحبُّ وهي بنا تصول وتفتك

فاعجبْ لهذا الكون من متحركٍ

يلقى وحيٍّ بين ذلك يهلك