أهذا ثناء من كلامك أم سحر

أهذا ثناءٌ من كلامكَ أم سحرُ

وألفاظُ شعرٍ ما تنحلت أم درُّ

وما طرسهُ غير الصباح ونقشهُ

الظلامُ وتلك الأحرف الأنجمُ الزُّهر

تكاد معانيهِ تذوب لطافةً

ويقطرُ من أعطافها الماءُ والخمر

لو الميتُ يدعى في الثرى بمثالهِ

لكان لهُ من طيّ أكفانهِ نشر

تطاول بي ليل الأسى فكأنما

تبلَّج منهُ الفجرُ أو طلع البدر

ولم أر سلكاً قبلهُ غير مثمنٍ

ولا غادةً تهدى وليس لها مهر

تباعدَ عني القول لمَّا أردتهُ

وكنتُ وأدنى ما أمتُّ بهِ الشعر

وكنتُ أذمُّ الباخلين سجَّيةَ

فويلاهُ حتى منهمُ النَّظم والنثر

وقد خانني صبري وما حمَّت النوى

فما قام عني المجد أن خانني الشكر

وأن لم أجد ربعاً حللت بأدمعٍ

هي القطرُ تهتاناً فلا جادني القطر

ويا حبَّذا الدهرُ الذي سرَّ بادئاً

ونغَّصهُ عوداً ولا حبَّذا الدَّهر

فيا ليت شعري هل يلبُّ بك الجوى

وحاشاك أن تسلو إذا بعدت مصر

أرّجى وفاءَ أنت أهلٌ لمثله

وأخشى زماناً من خلائقهِ الغدر

لي الله من قلبِ طويلٍ حماحهُ

يودعهُ في موقفٍ أنت والصبر

أبا حسنٍ ما أنت إلاَّ سحابةٌ

بوارقها في كلّ قطرِ لها قطر

فدع عنك ذكر الباخلين فإنها

كواذبُ أخبارٍ يهجّنها الخبر

فعامُ تلاقٍ لم تغب فيهِ ساعةٌ

وساعةُ بعدٍ لا أراك بها عمر

وما أحنفٌ إلاَّ أناتك والحجى

ولا حاتمٌ إلا ندى كفّكَ الغمر

وما كلُّ جار في الحقيقة سابقٌ

ولا كلُّ سارٍ في حشى حندسٍ بدر

فغب عن يقينٍ أن شخصك حاضرٌ

مقيمٌ وقلبي في رحالكمُ سفر

هنيئاً لنصرٍ منك نجلٌ مهذّب

لأفكارهِ في كل مشكلة نصر

صبورٌ على حرب الزمان لأهله

وأسيافهُ الأقلامُ لا الخذم البتر

أراك وفيما بيننا أزرق العدى

وشهب الفيافي الغبرُ واللججُ الخضر

وما كل من يعطى الوزارة ماجدٌ

ألم تر أن التبر يشبههُ الصُّفر