حي الديار برامتين ونادها

حيّ الديار برامتين ونادها

جادت عهادُ المزنِ عهدَ سعادها

فلربما بلغ المرادَ مخاطباً

عن حال ناطقها لسانُ جمادها

أنظرْ معالمها سلمتَ فمقلتي

مشغولةٌ ببكائها وسهادها

فلو أنَّ مشتاقاً أثار ترابها

لأصاب قلبي في خلال رمادها

كانت رسوماً كالسُّطور مواثلاً

فمحوتها بالدمع محوَ مدادها

سوق تباع بها القلوبُ رخيصةً

وتنفَّق العبرات بعد كسادها

دمٌ وقفتُ بها وبان أنيسها

فبكيتُ وحشةَ نجدها ووهادها

شقيتْ مغانيها المحولَ وفوَّفت

أيدي السحاب الغرّ من أبرادها

ودجَّةٍ سوداءَ قصَّر طولها

بيضاءُ صبغىُ فودها كفؤادها

معشوقة الحركات عامُ دنوّها

والوصلِ أطولُ منه يومُ بعادها

أسفي على ألف القوام ومقلةٍ

صادت قلوب العاشقين بصادها

وسقيمة الألحاظ من لقتييلها

بعد النوى لو كان من عوَّادها

خطرت بمنزلها الرياحُ مريضةً

وسقت بنانُ المزن محلَ بلادها

من كل ضاحكة البروق إذا انبرت

ردعتْ حواشي دجنها بجسادها

وكأنَّ مبتسم الرّضا من ومضها

ومخوفَ ذاك السُّخط من إرعادها