خليلي عوجاً بالمحلة إنها

خليليَّ عوجاً بالمحلَّة إنها

قرارةُ أشجاني ومثوى بلابلي

قفا بين هاتيك المشاهدِ وأندبا

مصارعَ أبناء العلى والفضائلِ

لو أنَّ المنايا أمهلتهم ليالياً

قلائلَ ما آلاؤها بقلائلِ

لساء الأعادي منهمُ كلُّ باسلٍ

وسرَّ الموالي كلُّ نذبٍ حُلاحل

نفوسٌ عفتْ منها جسوم منازلٍ

قلوبٌ خلتْ منها صدورُ محافلِ

لأمستْ نجومُ المجد وهي سواقطٌ

وعهدي وما أقماره بأوافلِ

ألا بأبي ما ضمت التربُ منهمُ

وما ضمِّنت منهم بطون الجنادلِ

نرجي بقاءً لا يدومُ ضلالةً

ونأملُ دنيا لا تفيءُ لآمل

فيا ليتَ أنا حين نذهب بالأسى

على ما تركناهُ ذهبنا بطائل

نودع خلاناً ونبكي أحبةً

خلتْ منهمُ أكناف تلك المنازل

فلا يُبعدِ الله الوجوه تغيرتْ

محاسنها ما بين عامٍ وقابلِ

كبتْ منهم نشمُّ الجدود وكم عدتْ

بعيدة شأوٍ من يد المتطاول

سعتْ بهم سعي المجدِ إلى الردى

عواثرُ في ذيلٍ من الذل سابل

جرى منهم جُري الندى من أكفهم

فيا قُبحَهُ في حسن تلك الثمائل

وقاهم قودَ الذلول مجاهراً

فواخجلتنا من بعدها للمناصل

طغى دافعاً في صدر كل كتيبةٍ

وغبَّر غيثاً في وجوه القبائل