دمعي بتلك الطول مطلول

دمعي بتلك الطُّول مطلولُ

لمَّا نأتْ عينها المطافيلُ

يبكي بها الغيث وهي باسمةٌ

بخدها للقبولِ تقبيل

لا تحسبوا الدارَ غيرَ ناطقةٍ

حديثها بالنسيم منقول

لذاك أنفاسهُ معطرةٌ

وذيلهُ بالدموع مبلول

أيُّ جسومٍ ولا نفوسَ بها

أيُّ حنايا ولا تماثيل

ففي جُفوني كسلوتي قصرٌ

وفي الليالي كلوعتي طول

ولستُ أنسى خَيال خنساءَ والص

صبحُ لطرفِ الظلام تحجيل

والفجرُ تهفو في الجو رايتهُ

والبرقُ سيفٌ عليه مسلول

ما عقدتْ حبوة اللقاءِ بها

إلاّ وخيطُ الصَّباح محلول

نومي وبرهانُ ذاك نعستها

في شعراتِ الجفون محبول

أحبُّ رمحَ القوام عن ثقةٍ

أني بهِ إن حييتُ مقتولُ

أصبو إلى ريقها وأرهبهُ

فآفتي عاسلٌ ومعسول

ودونَ وادي أشيَّ رسمُ هوى

فيه لوحي الغرام تنزيل

غصونهُ للنسيم ساجدةٌ

وطيرهُ للقلى أبابيل

مبتسمٌ والبلى يخامرهُ

تشابها سائلٌ ومسؤول

يدلني سقمهُ على أنه

مثلي بالظاعنين متبول

كأنَّ ذاكَ الغديرَ سابغةٌ

والنَّهرُ سيفٌ بالريحَ مصقول

كلُّ مهاةٍ تضيءُّ طلعتها

وهنا وستُر الظلام مسدول

شمسُ ضُحىً قلبها الهلال

لها زهر نجوم الدُّجى أكاليل

خمصانةٌ ينطق النطاق بها

ويصمت القلب والخلاخيل

فُروعها والوجوهُ سافرةٌ

حنادسُ الليل والقناديل

معتذراتٌ جفونهنَّ عن الفت

ك وعذر الجفون مقبول

ما ضرَّني والكرامُ تعرفني

أني عند اللئام مجهول

لحاسديَّ الدَّعوى ولي جمل ال

فضل كما شئتُ والتفاصيل

والقولُ تندى ألفاظهُ

ومعانيهِ وللجاحد الأقاويل

تفرغتْ للأذى قلوبهمُ

وابن نظيفٍ بالمجد مشغول

لينُ عطفِ السَّماحِ قاسي فؤا

د البأس خافوه وهو مأمول

الواهبُ المنفساتِ حيثُ دمُ ال

خصب بسيف المُحول مطلول

زاكٍ كريمُ الجدّين كالسيف ذي ال

حدين نردى به الأضاليل

منزهٌ أن تُرى بناديه أو

تنفق في سوقهِ الأباطيل

تنميه آباؤه الكرام إلى ال

مجد وأجدادهُ المفاضيل

أملسُ عرض القبيل أبيضهُ

لأنه بالثناء مغسولُ

النبلُ القادةُ اللَّهاميمُ في ال

لأواءِ والسادةُ البهاليل

لهم تحلّ الحبا إذا ما ان

تدوا في السلم أو تعقد الأكاليل

أكياسهُ من لهُاه مقفرةٌ

وربعهُ بالعفاةِ مأهول

أعذرَ في أنني أوحدهُ

وهو على الجود فيَّ معذول

يبلغ اقصى منك معتذراً

والعذر ممَّن سواه تنويل

إن سرتَ عنهُ فؤادك الجو

دُ أو تنزل فرحبٌ منهُ وتأهيل

ما كان إلاّ كمزنةٍ نجمتْ

وأمحلَ العام وهو موبول

نبيُّ جودٍ في الفضل آيتهُ

ليس لها بالجحود تأويل

طار فؤادي في جو غيبتهِ

وهو يبرح الفراق مشكول

فليتَ وجدي ممَّا تحمَّله

إليه انضاؤنا المراسيل

كلُّ مغذٍ زمامه الشوقُ في

أكنافه بالسماح معقول

يثنيهِ ضخمَ السَّنام مخصبَ ما

عانق نسعٌ والعام مهزول

إذاً لشقتْ ثوبَ الدّجى وبسا

طُ الأرض في لحظ عينها ميل

فلا حباها الحسام طوقاً ولا

صيغ لها من دمٍ خلاخيل

في حيثُ لا مجدهُ بوردِ معادي

ه ولا العرضُ منهُ مأكول

مهذبَ الدين لي على عزمك

المأثور في النائبات تعويل

ودُّكَ صافٍ والعهد باقٍ

وإيثارك بادٍ والجاهُ مبذول

أخصبتَ ربعي فالخيرُ متسعٌ

وضمَّ شملي فالحبل موصول

فلتمنعِ السحبُ فضل نائلها

فليس لي في نوالها سُول

إشفع إلى الظافر المليك يجب

وغير بدعٍ برٌ وتعجيل

الطاعنُ الخيل شزباً وكماةُ ال

حرب أسدٌ لها القنا غيل

قصيرُ عمرِ الوعودِ ليس له

كغيرهِ بالمطال تطويل

لا يعرفُ المنُّ في مواهبه

ولا المعاذيرُ والتَّعاليل

تثملُ من جوده شمائلهُ

لأنه بالثناء مشمول

مبتسمٌ والخطوبُ عابسةٌ

وقاطعٌ والحسام مفلول

ملقومِ بيضُ الوجوهِ خضرُ ظلا

ل الجود سودُ الوغى مقاويل

همُ بحور النَّعماءِ زاخرةً

فلذْ بشم اليفاع إن سيلوا

في حيث جفنُ الصباح تبصرهُ

بإثمد النقع وهو مكحول

سماءُ حربٍ نجومها السُّمرُ إن

شيدتْ فعرشُ الأعداءِ مثلول

والمال نهبٌ وباطشُ الكفر مك

فوفُ الحواشي والسَّح مشلول

إذا سرى نحو ناكثٍ أظلمَ ال

يومُ وغالَ الضُّحى به غول

والبرُّ بحرق من الحديد طما

وسابحاتُ الوغى أساطيل

في حيثُ أعوادها مجالسهُ

الشُمُّ ولأعرافها مناديل

يبكي من المنبر الصليبُ كما

تضحك للمصحفِ الأناجيل

وردهُ حين هبَّ يستنصرُ الأقدا

رَ لا هبَّ وهو مخذول

مقلتهُ للسنان مغضيةٌ

وجيدهُ بالحسام مغلول

من طينة الجودِ والسماح على ال

إحسان والمكرمات مجبول

وهاكها جملةً لجوهرها الش

شفافِ نظمٌ مني وتفصيل

لها وهذي إن شئتما حلبة ال

فضل على السابقات تفضيل

تسجدُ ديناً لها القلوبُ إذا

يقرأ ذكرٌ منها وترتيل

عقودُ درٍ زانت محاسنها

وهي على الحاسدين سجيل

اليوسفياتُ في ملاحتها

وفكرةُ المحسنين راحيل

كلُّ مهاةٍ كأَّنما نشرها في

ك بأنفاس فيك معلول

ولا دهاك الزمان من رجلٍ

للدهر حسنٌ بهِ وتبجيل