سر الحسود بما أساء وارجفا

سر الحسود بما أساء وارجفا

والله مما كنت خائفه كفى

بعث الشفاء إلى الزمان وأهله

من بعد ما كانوا وكان على شفا

وافي البشري فكان كل مؤمل

لقياه يعقوباً ويوسف يوسفا

أهدى السرور إلى القلوب كتابه

عظمت به النعمى وكان ملطفا

نبأ هو الماء الزلال أتى على

ظمأ فأطفأ لوعة وتلفها

ومن كابن أيوب ومن كصفيه

نصر إذا ما النصر أعوز والصفا

لسما سمو المجد في صدر الضحى

وفللت بالعزم الحسام المرهفا

وكلاهما محيي السماح وقد ثوى

ومثبت حلم الزمان وقد هفا

أعط ومن على المسيء بعفوه

عنه فأنسى حاتماً والأحنفا

ففدى صلاح الدين كل متوج

كالنجم يفيد الشمس من أن تكسفا

وبقيت تعضده وتحمي سرب دو

لته إذا خطب أغذ وأوجفا

فلقد ذوى روض الثناء كاهله

فأعدته بندى يديك مفوفاً

وصفا معين الرفد فهو مصفق

وحلفت لولا راحتاك لما صفا

وسواك إما جد جد تصنعاً

منه وإما جاد جاد تكلفا

حطت البلاد وما سللت لحفظها

سيفاً ورعت وماهززت مثقفا

بخلائق غيد وبأس تحتها

خشن كما نبع الزلال من الصفا

همم جمعن المجد ثم شددن متنه

وكان مبدداً مستضعفا

سلكن نهجاً واضحاً هو في العلى

جدد يؤم مدى الزمان ويقتفى

فلك الهناء وللورى بك أنها

نعمى شفت نضو العلاء المدنفا

فسناك نور الداجيات فلا خبا

وذراك ربع المكرمات فلا عفا