سفرت والليل داج فأنارا

سفرتْ والليلُ داجٍ فأنارا

وأعادتْ حندسَ الجنحِ نهارا

بانةُ النادي قواماً أهيفاً

ظببيةُ الوادي لحاظاً ونفارا

جفنُ ظبيٍ ذاك أم جفنُ ظبى

أو شفرٌ هو أم أمسى شفارا

جاورتْ قلبي وحازت صلفاً

يا رعاها الله ما ترعى جوارا

وقليل عند مثلي لو غدت

دارةُ البدر لتلك الشمس دارا

صاحِ ذاك النجمُ بعداً وسنى

أو تراها أوقدت في الحيّ نارا

إنَّ صبري ضلَّ في ضال الحمى

وهجوعي في الدجى يا حارِ حارا

فاتني يومَ منى منها المنى

ورمتْ في القلب جمراً ولا جمارا

وأتتني والثريا معصم

من هلال الأفق يحتل سوارا

أي زور طاف تدنيه النّوى

تخذَ الليل إزاراً حين زارا

أين شامٌ من حجازٍ موهناً

إنَّ عيسَ الفكر يدنين المزارا

لو قدرنا حين يجلوه الكرى

لجعلنا أنجمَ الليل نثارا

حبَّذا دارٌ لبسنا ظلَّها

وخلعنا في عذاريها العذارا

وخودُ الغيد تدمى خجلاً

والرُّبى تبهر زنداً وبهارا

والهوى يسأل عن أعطافهم

والتثني قضبَ البان الغيارى

كم حباها فيضُ دمعي هجمة

صافحت فيها من القطر قطارا

فسلوا عن أدمعي الغيثّ همى

وسلوا عن زفرتي البرق استطارا

لو عقرنا البدن في ساحاتها

كان قصداً أو سقيناها العقارا

ولقد أذكيتِ ناراً في الحشى

يا مذاكي الدمع وقيت العثارا

وسماعُ اللَّوم لؤمٌ فيهم

لا أحبُّ النذر أوليه نزارا

لا ولا أسأل إلاَّ ديمةً

كيدِ الفاضل سحاً وانهمارا