سقاني بكأسي ريقه ومدامه

سقاني بكأسي ريقه ومدامه

ولولا الكرى ما نلت لثم لثامهِ

لي الله من قلبٍ إذا ما رشفتهُ

تمادى بذاك البرد حرُّ أوامهِ

وجفنٍ حماه لذَّةَ الغمض جفنهُ

وبدَّل مرُّ السهد حلو منامهِ

من الغيد لو بلَّت يداي بلحظه

لصلبتُ على عشَّاقه بحسامهِ

تكلَّم حجلاه ونمَّ ابتسامه

فواحربا من حجله وابتسامهِ

وبي ألفٌ من قدّهِ عظمُ الأسى

بها وعذارٍ شفَّ قلبي بلامهِ

وقد بات في خفض من العيش آمنٍ

فما ضرَّهُ لو نلتُ ضمِّ قوامهِ

لقد حفظ القلب المشوق عهوده

وضيَّع سمعي فيه فرط ملامهِ

حكى وجههُ صبحَ السُّرور وشعرهُ

كليل الأسى في طوله وظلامهِ

وما أنسَ لا أنسَ الصبا وملاعباً

يشير إليها نازح بسلامهِ

أحنُّ إلى عصر الشباب ووصله

وأبكي جوىً من هجره وانصرامهِ

صفا صفوَ لين الماء جسماً وقلبه

كصمِّ الصفا قاسٍ على مستهامهِ

سقى الله سفجي قاسيون وسهمه

وما ضمَّ خيفا كهفه ومقامهِ

ملثّاً إذا ما عمَّ صدر تنوفةٍ

أزال يد الإمحال وجهُ غمامهِ

وبارقة في السحي من دون شمسه

كمنديل ساقٍ معلمٍ فوق جامهِ

وقد ألبست كفُّ النسيم غديره

دروعاً رماهنَّ الحيا بسهامهِ

نمومٌ ضمير الماء لا يكتم القذى

لصدرِ محبٍّ بائحٍ بغرامهِ

إذا رقصت هيف الغصون وصفَّقت

جداولها زهواً بشدو حمامهِ

ويا حبَّذا مرّ النسيم على الحشا

على أنه أعدى الحشا بسقامهِ

إذا موَّه الماء الشُّعاع بناره

عجبت لبرد الماء تحت ضرامهِ

ووجه الضحى طلق الأسرَّة ضاحك

كوجه صفيّ الدين يوم سلامهِ