سقى الله أطلال ما صبا

سقى الله أطلالَ ما صبا

إلى ربعها المأنوسِ قلبُ مشوقٍ

وطلَّت دموعاً أو غيوثاً بتربها

سيوفُ لحاظٍ أو سيوفُ بروق

إذا ما الصَّبا هَّبت على الروض قبَّلت

ثغورَ أقاحٍ أو خدودَ شقيق

وان خطرت في يانع الدوح عانقت

قدود غصون وشحت بعقيق

وان جنحت شمسُ الأصيل حسبتها

عرائس تجلى ضمخت بخلوق

صبحتُ بها الأيامَ من خمرةِ الصّبا

وتيه الغنى نشوانَ غيرَ مفيق

وما خانني إلاّ الشبابُ فأنني

وثقتُ بعهدٍ منهُ غير وثيق

وقد لاح في فوديَّ بيض كأنها

كواكب في الظلماء ذاتُ شروق

وما حان عصر الشيب لكن أتاحه

لقاء عدوٍّ وازورارُ صديق