سقيت دمشق وجارتا جيرونها

سقيتْ دمشقُ وجارتاَ جيرونها

بمثلثّ أخلافِ القطار هتونها

صنعٌ يعيد على البطاح بصبغهِ

ما حال عامَ المحل من تلوينها

وكسا حياءُ البرقِ كلَّ خميلةٍ

جنّات نيربها إلى قابونها

فعراصِ مزَّتها إلى قنواتها

فالواديينِ إلى شعاب منينها

أوطانُ أوطاني ودين ُصبابتي

ألاَّ أحولَ صبابةً عن دينها

تختال نفسك في نفاسة أهلها

وتلذُّ عينك في محاسن عينها

ويروقك المثلانِ في فعليهما

هيفُ القدود ومائلاتُ غصونها

كم روضةٍ رقصت معاطفُ دوحها

وأتت بلابلها بحسن لحونها

هتفتْ بوجدي والغرام سواجعٌ

جاءت على أفنانها بفنونها

شوقي دفينٌ بالشآم ونشوة الأشـ

ـواق لا يصيبك مثلُ دفينها

أرأيتَ أحسن من ملاءةِ أرضها

وسماؤها لبست قناعَ دجونها

وبمهجتي أخت القناةِ جلوتها

في لونها وهصرتها في لينها

ولقد سمعت وما سمعت كمثلها

يصبو إليها الدهرَ قلبُ طعينها

خفْ لدنَ قامتها وذبَّل قومها

وحذارِ من أسيافهم وجفونها

لأطال ليلي حبُّ ليلى عامرٍ

فعلام لا تحنو على مجنونها

أبكي وتضحك ليس تسأل فيه عن

شأني ولا عن مقلتي وشؤونها

وتنوفةٍ جاوزتها بنجائبٍ

طالت كطول نسوعها ووضينها

من كل هوجاء السُّرى وخَّادة الـ

ـغدوات قاطعة الفلاة أمونها

سلكتْ بطونَ وهادها وشعابها

وفلتْ ظهور سهولها وحزونها

ولربّ بحرٍ من سرابٍ زاخرٍ

جاوزتهُ متمنّعاً بسفينها

فأتت ضوامرَ كالقسي حواملاً

مثل السهام رواشقاً بظنونها

وإلى ذرى الملك الهجان ترفَّعت

عن كل مقروف البنان هجينها

حتى إذا حلَّت بساحة قصدهِ

فكّت هنالك غالقات رهونها